داني حداد
كتب داني حداد في موقع mtv:
الطبقة السياسيّة التي تحكم لبنان، وبعضها طارئ على الحكم وبعضها الآخر مستمرّ منذ عقود، لا يليق بها وصفٌ أكثر من "الزعران".
ملاحظاتي كثيرة على مشهد 17 تشرين وما بعده، وقد استغلّ هذا المشهد كثيرون وحوّله البعض الى أجندة خاصّة وطموحٍ شخصي، وبابٍ للتمويل. هؤلاء "الثوّار" لا يختلفون عمّن هم في السلطة بشيء. لا بل بعض من في السلطة أفضل منهم.
أتحدّث هنا، حصراً، عن المشهد الشعبي العفوي. أيضاً عن الذين لم يتظاهروا ولا قطعوا طريقاً ولا حرقوا إطاراً، ولكن يسكنهم غضبٌ كبير على ما حلّ ببلدهم. وهؤلاء أكثريّة لا تحصيها أحزاب السلطة ولا شركات الإحصاء التي تضحك على المرشّحين، وأحياناً على السلطة، وتوهمها بأنّ شعبيّتها لم تتزعزع.
ومن 17 تشرين وصلنا الى 17 حزيران. يوم إضراب تعطّلت فيه حركة الإنتاج، وهي بطيئة أصلاً، وشاركت فيه أحزاب السلطة التي أوصلتنا الى ما نحن عليه، والتي تفشل في تأليف حكومة. من يعجز عن تشكيل حكومة يشارك في إضراب هدفه الضغط لتشكيل حكومة. مسخرة!
وما يحيّر فعلاً أنّ المجموعات الكثيرة التي باتت تنطق باسم "الثورة" لا تتحرّك، وتكتفي غالبيّتها باجتماعاتٍ الكترونيّة عن بعد، وهي بذلك تبتعد أيضاً عن هموم الناس الذين وجد بعضهم أملاً فيها للتغيير، فخاب الأمل.
ماذا نفعل إذاً، وقد بتنا عالقين بين زعران السلطة وتباينات المعارضين؟ الفرصة في الانتخابات النيابيّة، إن توفّرت الخيارات الجيّدة، وإلا سنشهد أقلّ نسبة اقتراع في تاريخ لبنان، في تعبيرٍ عن يأس الناس.
والفرصة، خصوصاً، في انقلاباتٍ داخليّة في أحزاب السلطة، فيخرج منها الأوادم، وهؤلاء يتواجدون في الأحزاب كلّها، فتضعف ويتراجع حضورها، وربما تُرغَم على التنازلات.
فهيّا يا أوادم أحزاب السلطة. اختاروا يوم 17 من شهرٍ ما وثوروا. لعلّكم الأمل بعد خيبتَي 17 تشرين و17 حزيران، وما بينهما.