كريستال خوري
موقع أساس
كتبت كريستال خوري في موقع "أساس":
بات جليّاً أنّ لعبة تقاذف التهم بعرقلة تأليف الحكومة، لا تهدف إلّا إلى ملء الفراغ الحاصل، من خلال شدّ العصب الجماهيري، لكون المعنيّين يتصرّفون على أساس أنّ زمن التأليف لم يحِن بعد، وكلٌّ لاعتباراته، حتى لو ادّعوا غير ذلك. لذا يحاولون استثمار الوقت الضائع من خلال التصلّب في المواقف وتوظيفه لدى الجمهور، استعداداً لجولة الحسم التي لم يأتِ وقتها بعد.
بهذا المعنى تُفهَم "معركة الوجود" التي قرّر رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل خوضها بعدما فتح النار على كلّ القوى السياسية تقريباً، باستثناء "حزب الله"، الذي قرّر اللجوء إليه هذه المرّة بصفة "وسيط صديق" أو "حَكَم أمين يثق به"، من دون أن يحدّد كيف يُهدَّد الوجود المسيحي، وكيف يمكن للثلث المعطِّل أو الوزيرين المسيحيّين أن يضمنا هذا "الوجود". كذلك يفعل رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري الذي يطير ويحطّ من دون أن يوضح للرأي العام ما هي العلل أو العقد التي تحول دون تأليفه حكومة لا يُراد منها إلا وقف الانهيار الذي سيأكل الأخضر واليابس حين سيقع محظوره.
ولكن بالعودة إلى العلاقة بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، فإنّ انسداد الأفق السياسي عاد يطرح سؤالاً: ما مدى عمق الأزمة التي تصيب هذا التفاهم، وهل يقف الفريقان على حافّة الافتراق أم تجمعهما مصلحة استراتيجية فيما تبعدهما التفاصيل الحكومية؟
في الواقع، رفعت حدّة الانتقادات، التي راح يوجّهها بعض العونيين، وآخرهم نبيل نقولا وناجي حايك، من منسوب السؤال عن قدرة هذا التفاهم على الصمود بوجه سيل التحفّظات والخلافات التي أصابت العلاقة في صميمها وعمقها، وعرّضتها لسيناريو الطلاق، خصوصاً أنّ المواكبين يعتقدون أنّ ثمّة خلافاً عميقاً بين الفريقين على الملف الحكومي، ولهذا رمى باسيل الكرة في ملعب "حزب الله"، ولو أنّه استخدم لغة "المونة" و"الثقة" و"الائتمان"، إلّا أنّ هذا الخطاب يُخفي تبايناً جليّاً بينهما.
وفق بعض العونيين، لا تحتمل المسألة كلّ هذا التأويل والاستفاضة في البحث عن الخلفيّات والتداعيات. بنظر هؤلاء، ردّ رئيس التيار بالطريقة نفسها التي يتعامل بها معه خصومه، وهو ما اضطرّه إلى استخدام لعبة شدّ العصب. لكنّ التيار، كما بقيّة القوى السياسية، يتصرّف على قاعدة أنّ زمن التأليف لم يحِن بعد. وجلّ ما يحاول باسيل القيام به هو تحسين موقعه التفاوضي بانتظار أن يقرّر رئيس الحكومة المكلّف القيام بواجبه، مع العلم أنّ بعض العونيين مقتنعون أنّ رياح التغيير الإقليمية والدولية ستكون لمصلحتهم، ولذا لا يتوقّفون عند تفاصيل بعض التباينات التي تصيب العلاقة، معتبرين أنّ الالتقاء الاستراتيجي يحميها من هذه التشوّهات العابرة.
لقراءة المقال كاملاً: https://www.asasmedia.com/news/389516