يتبين يوما بعد يوم كم هي لعنة، ظاهرة السلاح خارج الشرعية وتحديدا سلاح "حزب الله"، فرغم ان الجميع لا يعارضون مؤسسة الجيش او يشككون في مناقبيتها، ومن بينهم "حزب الله"، الا انه في الواقع اصبح السلاح في متناول الجميع في كل لبنان بعدما شرّع "حزب الله" وجوده غير الشرعي باسم "المقاومة". فتحت "خيمة" المقاومة يعمل "حزب الله" للسيطرة على لبنان، واليوم تحديداً على الاقليم من خلال دخوله الى "مدخل اقليم الخروب" أي بلدة السعديات، فالحزب لن يفلت الخط الساحلي الجنوبي من يده لتأمين طريقه الآمن .
خمس واربعون دقيقة، كانت كفيلة منذ أيام بالتهاب السعديّات حيث مقرّ اللواء السابع في الجيش اللبناني، الذي لم يستطع التدخّل قبل وقف عناصر "حزب الله" إطلاق النار، فالحزب يرى أن من حقه أن يمارس نشاطه السياسي ويحاول فتح مكاتب عسكرية ويتواجد حيث يريد وحيث يسكن عناصره ومحازبوه، واصبح اليوم السلاح على مشارف الإقليم. أن يأتي "حزب الله" إلى السعديات، يعني أن يمسك بمفتاح البيت.
مرّ إشكال السعديات على خير من دون خسائر في الأرواح، ويبدو ان الاشكالات في هذه البلدة لن تتوقف، فالجمر تحت الرّماد. ولهذه الغاية ، جمع لقاء منسق بين النائب محمد الحجار وعضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، لحل الإشكال.
ولفت الحجار في حديث الى"المستقبل" امس الى حصول "دردشة" بينه وبين الموسوي "اتفقنا فيها على النقاط التي يمكن ان تشكل مدخلاً لحل جذري للمشكلات التي يعاني منها كل ساحل الاقليم والشوف وليس فقط السعديات"، مذكرا "بإشكال دوحة الحص الذي حصل قبل اسبوعين"، مؤكدا ان سبب "ذلك كله هو السلاح المتفلت الذي يأخذ من شعار المقاومة خيمة". واشار الى ان "ما يهمني التوصل الى حل، وستكون هناك لقاءات اخرى لاستكمال نقاشنا."
وكشف ان "حزب الله حاول فتح مكاتب في السعديات، الا ان الاهالي حالوا دون ذلك، لكن نعرف ان هناك مكاتب عسكرية اخرى للحزب في ساحل الاقليم، وفي وادي الزينة". وقال: "سننتظر الايام المقبلة لنرى اين سنصل في هذا الموضوع، والرغبة التي اظهرها حزب الله في النقاش عن طريق الموسوي يعني انه متجاوب ونأمل ان نتقدم في المحادثات، وبناء على لقاءاتنا المقبلة مع الموسوي نبني على الشيء مقتضاه".
وأكد "نحن نرتكز على امرين هما رفض اي مظاهر مسلحة واي مكاتب او تجمعات مسلحة مهما كانت التسمية، في كل لبنان وليس فقط في الاقليم وساحل الاقليم". وتابع: "المرتكز الثاني هو ان القوى الامنية الشرعية وحدها مرجعيتنا وليست اللجان الامنية او الاحزاب او القوى السياسية وغيرها، مرجعيتنا الدولة والقوى الشرعية التي من واجبها القيام بحل لاي اشكال "، ولفت الى ان "البعض طرح في فترة من الفترات مسألة تشكيل لجان امنية في اقليم الخروب لكننا ضد هذا الامر بالمطلق".
ورأى ان "حزب الله يريد من خلال السعديات، مدخل اقليم الخروب، السيطرة على الاقليم ونحن لا نساير في هذا الامر والرد عليه يكون عبر الدولة، والاهالي لن ينجروا الى اية فتنة تحضر لهم".
وأوضح "في الاقليم لم نكن منغلقين ولم نسمح بأن يكون الاقليم منغلقا، ففي السعديات وغيرها من قرى الاقليم ينتمي الاهالي الى كل الطوائف والى سياسات متنوعة، لكن عندما يتعدى الامر السكن الى استحداث مكاتب مسلحة خارجة عن الدولة وعن الشرعية لا نقبل ولا يقبل الاهالي بذلك ابداً."
وأكد" انه بعد القرار 1701 يجب ان تكون المقاومة في عهدة الدولة وان نستفيد منها ضمن اطار الدولة وبشروط الدولة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك