باب التبانة-جبل محسن عود على بدء واولى مشاكل الحكومة الجديدة

6 قتلى أحدهم عسكري و10 جرحى هي حصيلة تظاهرة دعم الشعب السوري التي انطلقت في طرابلس وتصدى لها شبان من جبل محسن عبر القاء قنبلة صوتية على المتظاهرين قبل ان يتطور الوضع وتصبح معركة مفتوحة بين طرفين الثأر بينهما نار تحت الرماد منذ انتهاء الحرب الاهلية في لبنان.

جبل محسن وباب التبانة قصة نفوذ وصراع بين طائفتين احداهما ذات نفوذ وصلة بالنظام السوري قبل دخوله الى لبنان واخرى تحت مجهر هذا النظام وتأثير استخباراته قبل دخوله ايضا الى لبنان. ومع دخول النظام السوري الى لبنان وبعد بسط سلطته على الاراضي اللبنانية دفع ابناء طرابلس عموما وباب التبانة خصوصا اثمان باهظة لا لسبب سوى انهم من ابناء الطائفة السنية المضطهدة في سوريا.

كان من الطبيعي اليوم ان يتصدى ابناء جبل محسن العلويون لتظاهرة ابناء طرابلس السنة، لكن اللافت استخدام مختلف انواع الأسلحة الصاروخية والرشاشة في هذا الاشكال،  تزامنا مع وصول رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي لاداء صلاة الجمعة في زيارة هي الاولى له الى طرابلس بعد تشكيل الحكومة، وموعد حفل استقبال وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي للمهنئين لمناسبة توليه مهامه الوزارية.

اندلعت الاشتباكات العنيفة بالأسلحة الرشاشة والخفيفة والقنابل اليدوية والقذائف الصاروخية قرابة الثالثة والنصف من بعد الظهر ادت الى مقتل 6 أشخاص على الأقل احدهما علي فارسن المسؤول العسكري في الحزب العربي الديمقراطي العلوي الموالي لسوريا وعسكري يدعى محمود عبدالحميد والطفل عبد الرمان الحبشيتي (7 سنوات) ومواطن آخر يدعى خضر المصري وإصابة 10 جرحى.

اللافت في الموضوع ان التظاهرة المعراضة للنظام انطلقت بعد قليل على قيام تظاهرة تضم نحو 1000 مواطن تضامنوا فيها مع النظام
وعند وصول المتظاهرين الذين تقدمهم علماء من السنة تعرضوا للرشق بقنابل يدوية من المنطقة العلوية في بعل محسن ما أدى الى إصابة البعض منهم ونقلوا الى مستشفيات المدينة. وتطورت الأمور لاحقا فجرى التراشق بالقنايل والقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة بين المنطقتين في محور هو الأشد سخونة بين الطرفين.
مصدر في الحزب العربي الديمقراطي اكد ان مسؤوله العسكري قتل "برصاص غادر" فيما كان يعمل لتسوية بعض الإشكالات في محلة البقار بين المنطقتين فتعرض لإطلاق نار مشبوه ادى الى إصابته بجروح بالغة وما لبث ان توفي في المستشفى. وقالت مصادر عسكرية ان الجيش اللبناني تدخل في المنطقة قرابة الخامسة عصرا لحصر التوتر ووقف الإشتباك بعدما هدد بالضرب بيد من حديد وعمل على توجيه انذار شديد اللهجة الى المسلحين لإخلاء المنطقة.
وقال ميقاتي، في مؤتمر صحافي في طرابلس في أعقاب الاشتباكات ان السلم الاهلي في المدينة "خط احمر" وانه طلب من القوى الامنية "الضرب بيد من حديد .. لقطع دابر الفتنة في المدينة"، مضيفا إن لدى الجيش، الذي عزز قواته في مناطق الاشتباكات، "اوامر صريحة لوضع حد للفتنة"،
وقال "لا نسمح لاحد بمد يده على هذه المدينة والقوى الامنية ستكون صارمة".
ووصف ميقاتي ما يحدث بـ"رسائل دماء وتهديد" لكنه رفض توجيه اتهام الى اي جهة بتلك الحوادث بانتظار نتائج التحقيقات وقال "لا يمكن ان اتهم احد".
وكان أجرى وزير الداخلية الجديد العميد مروان شربل اتصالات تهدئة بالتنسيق مع رئيس الحكومة الموجود في المدينة وقيادة الجيش اللبناني وقيادات سياسية وروحية طرابلسية من اجل وقف التوتر.
وقالت المصادر ان الرئيس ميقاتي الذي كان قد دعا الوزراء الأربعة من طربلس الى إجتماع تنسيقي للبحث بالشؤون الطرابلسية الغى اللقاء وحوله الى مؤتمر صحفي سيعقده عند السابعة عصرا للحديث عن التطورات المأساوية التي رافقت وصوله الى المدينة كما الغى الوزير فيصل كرامي الإحتفال الذي كان سيقام عصرا في مكتب والده الرئيس عمر كرامي بسبب التوتر في المدينة.
من ناحية أخرى، خرقت بعض المواقف الأوروبية الحصار العربي والإقليمي والدولي االذي تواجهه الحكومة اللبنانية الجديدة بعد ايام على تشكيلها وبعدما اقتصرت التهنئة بولادتها على الرئيسين السوري بشار الأسد والإيراني احمدي نجاد. في وقت واصلت السفيرة الأميركية في بيروت مورا كونيللي جولاتها على قيادات 14 آذار فزارت الرئيس أمين الجميل رئيس حزب الكتائب اللبنانية في دارته في بكفيا للبحث في آخر التطورات وموقف الإدارة الأميركية من الحكومة الجديدة والمنطقة وتحديدا الوضع في سوريا. وفي معلومات خاصة بـmtv " ان كونيللي عبرت عن نوع من القلق من نوعية وشكل الحكومة الجديدة والظروف التي رافقت ولادتها
وقالت مصادر مطلعة ان رئيس الجمهورية الذي تلقى اتصالا من نظيره الاستوني هنأه في خلاله بتشكيل الحكومة الجديدة قد تناول ايضا باسهاب موضوع الاستونيين السبعة المخطوفين في لبنان والمساعي الجارية لتحريرهم منذ إختطافهم في 23 كانون الثاني الفائت وجرى تبادل المعلومات حول مصيرهم. وأكد الرئيس سليمان للرئيس الآستوني ان لبنان لن يألو جهدا لتوفير الإفراج عن المخطوفين باسرع وقت ممكن وان كل الأجهزة الأمنية تخصص الأولوية لهذه القضية.
وكذلك، تلقى الرئيس سليمان اتصالا من العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس تمنى في خلاله النجاح للحكومة الجديدة. وكانت مناسبة للبحث في مواضيع مشتركة والعلاقات الثنائية.
من جهته، تلقى الرئيس الجديد للحكومة نجيب ميقاتي دعما اوروبيا نقلته اليه سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان أنجيلينا إيخهورست ألتي عبرت في اللقاء معه عن موقف الاتحاد الأوروبي المرحب بتشكيل الحكومة الجديدة وإستمراره في دعم لبنان على الصعد كافة.
وكان رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي قد اكد امام وفد من "المجموعة العالمية لرجال الأعمال" زاره اليوم في السراي الحكومي:"أننا جزء من المجتمع الدولي ونريد أن نكون على أفضل العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة ". وشدد على " أن هناك تحديات أساسية لا تتعدى أصابع اليد الواحدة سنعمل على مواجهتها والتنبه الى مخاطرها وتداعياتها، لكن هناك في المقابل فرص كبيرة متاحة أمامنا  ينبغي علينا الافادة منها لخدمة وطننا وشعبنا ".وأكد "أن سلامة لبنان واستقراره ووحدة شعبه هي خطوط حمراء لن يسمح اللبنانيون ، كما لن نسمح نحن بالمساس بها" .
وقال: لدي رؤية اقتصادية سبق ان أقرتها حكومتي الاولى في 2005 لكن كانت محكومة بالانتخابات النيابية وانتهت مسؤوليتها من دون ان تحقق الكثير مما تمنينا ، اليوم سنعمل من خلال الحكومة على اعادة احياء هذه الرؤية بعد إدخال التعديلات الضرورية عليها ، وآمل ان نتمكن مع المجلس النيابي  من تحقيق انجازات سريعة تحد من قلق الشباب اللبناني وتخفف من معاناتهم والهجرة وتجعل نسبة البطالة متدنية ،وتفعّل وضع الادارة اللبنانية بعد الركود الذي تمر به".
حركة اميركية
تزامنا واصلت السفيرة الأميركية في بيروت مورا كونيللي جولاتها على قيادات 14 آذار فزارت الرئيس أمين الجميل رئيس حزب الكتائب اللبنانية في دارته في بكفيا وبحثا على مدى ساعة ونصف ساعة في الأوضاع السياسية في لبنان وظروف تشكيل الحكومة الجديدة. وتم التشديد وفق بيان لمكتب الرئيس الجميل على "ضرورة تحصين لبنان في هذه المرحلة للحفاظ على مصالحه والتزاماته الدولية، وأن ينأى بنفسه عن الأحداث في المنطقة ولا سيما في سورية كي لا تشكل الساحة اللبنانية إمتدادا لما يحدث من حولها، وخصوصا أن المجتمع الدولي يراقب عن كثب مسار الحكومة الجديدة ويتخوف من أن يدخل لبنان في محاور لا تخدم مصالحه بالتأكيد".
وعلم "العرب اليوم" ان السفيرة الأميركية لا تنظر بعين الإرتياح الى الحكومة الجديدة رغم انها تنتظر البيان الوزاري لكنها شددت امام زوارها في المدة الأخيرة على خطورة المرحلة جراء الإصرار على ربط الوضع في لبنان بالوضع المتفجر في سوريا.