البطريرك الراعي من هنغاريا: المسيحيون أصليون وأصيلون في الشرق وينبغي التعاطي معهم على اساس المواطنية
البطريرك الراعي من هنغاريا: المسيحيون أصليون وأصيلون في الشرق وينبغي التعاطي معهم على اساس المواطنية

يواصل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي زيارته الرسمية المدنية والكنسية الى هنغاريا، حيث التقى في اليوم الثاني اركان الحكومة الهنغارية في مبنى البرلمان الذي يعتبر الاقدم والاعرق في اوروبا، ورافقه السفير اللبناني في هنغاريا شربل اسطفان، مدير فرع الشرق الاوسط وشمال افريقيا السفير بوكور بالاش ممثلا وزارة الخارجية المجرية، النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، راعي ابرشية قبرص المارونية المطران يوسف سويخ، رئيس جامعة الكسليك الاب هادي محفوظ، مدير المكتب الاعلامي في الصرح وليد غياض.
ووسط مواكبة امنية وبروتوكولية خاصة برؤساء الدول، دخل البطريرك الراعي الى حرم البرلمان يتقدمه حرس التشريفات، والتقى نائب رئيس مجلس الوزراء الذي عبر عن تقدير كبير لصاحب الغبطة لتلبيته الدعوة لزيارة هنغاريا، لافتا الى "أهمية توطيد العلاقات بين لبنان وهنغاريا لما فيه خير البلدين"، مشيرا الى "ان المجر تسعى الى توطيد علاقاتها مع العالم العربي بما فيه لبنان".
وأكد "أهمية دور البطريرك الراعي في هذا الشرق نظرا لموقعه على رأس الكنيسة ولشخصيته الداعية للمحبة والحوار والتفاهم ونبذه لكل أساليب العنف والدمار"، وأعرب عن أسفه "كون بعض الدول الغربية بدأت تنسى أهمية المسيحيين في الشرق"، وأعلن استعداد بلاده "للقيام باي خطوة يقترحها البطريرك الراعي للمساعدة في هذا الاطار"، مؤكدا "ان مسيحيي الشرق بحاجة لاهتمام اكثر من اي مكان آخر في العالم وسط الاوضاع التي تشهدها هذه المنطقة".
وكان مجلس سفراء العرب قد دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي واقام حفل عشاء تكريما لغبطته في اليوم الاول من زيارته لهنغاريا.
بدوره شكر البطريرك الراعي الحكومة الهنغارية على توجيه الدعوة الرسمية له، لافتا الى انه "لمس لدى نائب رئيس مجلس الوزراء محبة للبنان وذلك من خلال رعايته عيد الاستقلال اللبناني في السفارة اللبنانية في المجر وحضوره وعائلته في الاحتفال بالمناسبة".
واعرب البطريرك عن تقديره "لاهتمام المجر بدول الشرق الاوسط من النواحي السياسية والاقتصادية التي ترعاها الدولة"، وثمن "الدور الذي يقوم به رئيس اساقفة الكاثوليك في بودابست الكاردينال بيتر اردو على صعيد العلاقات الثقافية بين هنغاريا ولبنان وما نشهده من اتفاقيات تعاون مثمرة".
وتمنى "النجاح للمؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد في تشرين الثاني المقبل ليوفر الدعم الاقتصادي لبلدان الشرق التي تعيش ازمة اقتصادية ومنها لبنان"، مشيرا الى ان المطارنة الموارنة كانوا قد اطلقوا نداء في هذا خصوص في شهر آب المنصرم".
وشدد البطريرك الراعي على "ان المسيحيين هم مواطنون أصليون واصيلون في الشرق وينبغي التعاطي معهم على اساس المواطنية، اننا نرفض مقولة يجب حمايتهم لانهم اقلية، فهم ليسوا بأقلية ابدا لانهم في الواقع سكان اصيلون واصليون في هذا الشرق".
وختاما، تم تبادل الهدايا التذكارية.
بعدها، التقى الراعي رئيس البرلمان الهنغاري الذي رحب به والوفد المرافق واعتبره "الضيف العزيز على دولة المجر"، ولفت الى ان "هنغاريا تدرك تماما صعوبة ما تمر به منطقة الشرق الاوسط، وهذا يؤثر بشكل غير مباشر على هنغاريا واوروبا".
واكد "ان الحكومة تهتم بالاوضاع الامنية السورية"، وقال: "هنغاريا من بين الدول الاوروبية القليلة التي أقفلت سفارتها في دمشق وهي تتولى رعاية مصالح عدد من الدول الاوروبية التي اقفلت سفارتها في العاصمة السورية".
بعدها انتقل البطريرك الراعي لحضور افتتاح الدورة التشريعية لمجلس النواب الهنغاري في مجلس النواب الهنغاري وهذا تقليد يكرم من خلالها العظماء ورؤساء الدول الذين يزورون هنغاريا.
وجلس مع الوفد المرافق على منصة الشرف ورحب رئيس البرلمان بعد افتتاج الجلسة بصاحب الغبطة معرفا بالضيف امام النواب البالغ عددهم (368)، وقال" يشرفنا اليوم حضور بطريرك انطاكيا وسائر المشرق رأس الكنيسة المارونية في الشرق البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ونقدر تلبيته لدعوتنا لزيارة المجر واجراء المباحثات مع المسؤولين السياسيين والكنسيين. وباسم البرلمان ارحب بغبطتكم وبالوفد المرافق واتمنى لكم النجاح في هذه المباحثات لما فيه خير لبنان والمجر".
ثم التقى البطريرك الراعي رئيس الوزراء فيكتور اوربون الذي شدد على أهمية زيارة البطريرك، واصفا اياها بانطلاقة جديدة ودفع جديد في سياق العلاقات بين المجر ولبنان. وأعلن تأييده لمواقف البطريرك لجهة رفضه العنف ودعوته الدائمة لممارسة سياسة الحوار والتفاهم وأهمية دور المسيحيين في الشرق الاوسط، كما ركز على اهمية استمرار التعاون مع لبنان على المستويات كافة، معربا عن اهتمامه بتقديم اي دعم للبنان على كل الاصعدة.
بدوره شكر البطريرك الراعي رئيس مجلس الوزراء على حفاوة الاستقبال والتكريم والتقدير له، وعبر عن سروره بانطلاقة قوية للعلاقات الثنائية بين البلدين التي تساهم بتطوير كل من البلدين على كل المستويات. وقد بدأت ثمارها تظهر بالتعاون الثقافي بين جامعة بيتربزماني الكاثوليكية في المجر وجامعة الروح القدس في الكسليك في لبنان، اضافة الى اتفاقيات تعاون اخرى ابصرت النور منذ السبعينات".
وشكر البطريرك "الحكومة الهنغارية على دعمها للمواقف الداعية الى الحوار واحلال السلام ونبذ العنف واي مظهر من مظاهر التطرف"، معتبرا "ان هذا الامر ليس بغريب عن ارض المجر ارض القداسة التي شهدت على انتشار المسيحية منذ العام 998 وحيث تعيش بها ديانات السماوية بسلام وتفاهم".
وطالب البطريرك الراعي هنغاريا والاتحاد الاوروبي "بدعم الاصلاحات في البلدان العربية ولكن بعيدا عن العنف والدمار وباعتماد سياسة الحوار والتفاهم". وأكد ان "لبنان بلد ديموقراطي يقر بحرية الدين والمعتقد والحريات العامة ويتبنى شرعة حقوق الانسان العالمية، من هنا اهمية دوره الحيادي لانه يشكل للدول العربية واحة أمان وطمانينة".
بعدها جال الراعي على مختلف اقسام البرلمان وتوقف عند محطات عدة تروي تاريخ البرلمان العظيم حيث يعرض فيه التاج المقدس للقديس اسطفانوف، وهو التاج الملكي الذي وضعه البابا سلفستر الثاني على رأس القديس اسطفانوف يوم تتويجه ملكا وهو يمثل رمزية خاصة للشعب الهنغاري لكونه مقدسا.