"اللواء": "الجيش السوري الحر" لن يلتزم بهدنة الإبراهيمي ويتوعّد "حزب الله" والأسد برد مزلزل
"اللواء": "الجيش السوري الحر" لن يلتزم بهدنة الإبراهيمي ويتوعّد "حزب الله" والأسد برد مزلزل

كتبت صحيفة "اللواء": في ظل تزايد شلال الدم السوري، على خلفية ثورة الشعب المستمرّة منذ أكثر من سنة وثمانية أشهر ضد حكم الرئيس بشّار الأسد، ووسط مغالاة النظام في استخدام شتى أنواع الأسلحة، وليس آخرها القنابل العنقودية وفق التقرير الصادر عن منظمة «هيومن رايتس ووتش»، سعيا إلى إخماد جذوة الثورة السوريّة، جاء مقترح المبعوث العربي والأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، بتنفيذ الأطراف المسلّحة لهدنة مدتها ثلاثة أيّام طوال عيد الأضحى المبارك، ليرسم مسارا جديدا في الأزمة السوريّة، في حال نجاح هذه الهدنة، التي لا يبدو أنّ المعارضة السوريّة المسلّحة والسياسية تعوّل كثيرا عليها، بناء على تجاربها السابقة مع النظام السوري، الذي لا تجد بديلا عن سقوطه لوقف مأساة الشعب السوري.

إذا، ومع أنّه من السابق لأوانه الحكم، على هذه الهدنة، وعلى مهمّة الأخضر الإبراهيمي المحفوفة من الأساس بخطر الفشل، لا يبدو الجو في الداخل السوري وحتّى الإقليمي والدولي، مهيّأ ليخطو خطوة متقدّمة نحو إيجاد حل قريب للأزمة السوريّة، لاعتبارات عديدة أهمّها أنّ الإتصالات السريّة الجارية في أكثر من اتجاه، لم تتوصّل حتّى الساعة إلى أي تسوية من شأنها إقناع «الروس» و «الصينيين» بالتخلّي عن الأسد في مقابل الإمتيازات المعطاة لهم من الغرب، هذا من دون تغافل دور إيران و«حزب الله» في المعارك الدائرة على الأرض، بحسب رواية المعارضة السوريّة التي تكشف لـ«اللواء» عن انتشار العشرات من مقاتلي حزب الله في بلدة ربلة المسيحية في ريف حمص، وفرضهم الحواجز الأمنية والعسكرية في القرى التي احتلّوها على الحدود مع سورية وهي زيتة، حاويك، الحمّام، الصفصافة، الفاضلية، إضافة إلى بساتين بلدة النزارية.

من هنا ترى المعارضة أنّ هدنة الأضحى وفق ما سمّاها الإبراهيمي، والتي سارعت الدول إلى الترحيب بها، لا قيمة لها في ظل إحتلال «حزب الله» ستّ قرى سوريّة، وهنا يكشف الناطق الإعلامي باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر فهد المصري لـ «اللواء» عن لقاء جمعه مع الإبراهيمي في باريس، جرى في خلاله التطرٌّق إلى هذه المسألة وضرورة تسويتها، قبل الحديث عن أي هدنة داخل سوريا، مضيفا كذلك تلقيت اتصالا من رئيس مكتب المهمّة الأممية العربية المشتركة السفير مختار لماني، وقد أبلغته فيه أنّ «استخدام ميليشيا حزب الله الإرهابية الأراضي اللبنانية في العدوان على الأراضي السورية، وقصف واستهداف بلدة جوسية الحدودية ومدينة القصير في ريف مدينة حمص، إلى جانب قيام عناصر من حزب الله باحتلال ست قرى سورية حدودية، يعدّ سابقة خطيرة تستوجب إعطاء الأولوية لهذه المستجدات، وقد طالبت بضرورة عقد الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي جلسة طارئة حيال هذه التطورات».

وبالتالي أمام هذه المعطيات، يرى المصري أنّ هذه الهدنة «لا تقدّم ولا تؤخّر» لأنّ المطلوب وقف تدمير المدن السورية، ووقف ذبح الشعب السوري بأعتى الآلات العسكرية، مضيفا كان على الإبراهيمي، قبل طرح هذه الهدنة، بحثها مع الجيش السوري الحر كي لا تلقى الفشل، ومن هذا المنطلق يدعو المصري «حزب الله» إلى التوقّف عن زج نفسه في الصراع الدائر في سوريا، وإلاّ فالعاقبة ستكون وخيمة «معركتنا الأساسية هي ضدّ نظام بشّار الأسد وليست مع الطائفة الشيعية في لبنان، ولذلك نقول لنصر الله إن لم تتوقف عن استهداف الأراضي السوريّة فإننا سنلقنك درسا لن تنساه أبدا، وننصحك بأن لا تختبر قدراتنا، لأنّ لدينا الكثير من الطرق لاستهدافك، من دون أن يعني ذلك تدخلا عسكريا في لبنان».
إزاء ذلك، لا تبدو المعارضة متحمسة كثيرا لـ «هدنة الإبراهيمي» ومهمّته التي بنظرها لن تنجح، على اعتبار أنّ أي هدنة ستعطي الأسد فرصة لتلقّط أنفاسه، وهنا يبادر المصري إلى القول «حتّى لو وافقت القيادة المشتركة في الجيش السوري الحر على الهدنة، فلا أعتقد أنّ الثوّار السوريين على كامل التراب السورية سيوافقون على إعطاء بشّار الأسد المزيد من الفرص، على اعتبار أنّ ذلك لن يدفعه إلا لارتكاب المزيد من المجازر بحقّهم والتجارب السابقة خير مثال على هذا الأمر».

وعلى الرغم من المذابح اليوميّة، وتخاذل المجتمعين العربي والدولي عن حماية الشعب السوري، تبدو المعارضة السوريّة المسلّحة مرتاحة لوضعها على الأرض، فوفق المصري «أكثر من 50% من التراب السوري بات محررا، بفضل نضالات الجيش الحر، الذي لن يتوقّف عن قتال الأسد، الذي سيكون محظوظا لو واجه ذات المصير الذي واجهه قبله معمّر القذّافي»، متوعّدا بمفاجآت مزلزلة في الأيام المقبلة، وإن كان يصرّ على أنّ الحسم -الذي لم يعد سوى مسألة وقت- يحتاج إلى تشكيل إئتلاف دولي خارج نطاق مجلس الأمن لضرب النظام السوري.