أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ"الأخبار" أن "معلومات وصلت الى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري تفيد بأن مشاركة النائب سمير الجسر وأنصاره في خيم الاعتصام أمام منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كانت خجولة. ولما اتصل رئيس الحكومة السابق بنائب طرابلس مستفسراً منه عن السبب، أجابه الجسر بأنه ليس موافقاً على إسقاط الحكومة بهذه الطريقة. وذكّر الحريري برفضه اعتصام الشيخ أحمد الأسير في صيدا لاسقاط سلاح حزب الله، لأن ذلك الاعتصام شلّ الحركة الاقتصادية في صيدا، ما دفع الحريري، إلى "إعطاء ضوء أخضر لعقد صفقة مع الأسير عبر الأمين العام للتيار أحمد الحريري، تمّ بموجبها فضّ الاعتصام".
وعرض الجسر أمام الحريري ما يلحق بطرابلس من أضرار نتيجة الاعتصام، ما أدى إلى إظهارها وكأنها خارجة عن القانون، وإلى قطع أرزاق الناس والإضرار بمصالحهم تحت حجة إسقاط الحكومة. ثم سأل الحريري: "لماذا تدخلت في صيدا لفضّ الاعتصام، وتشجعه في طرابلس؟"
موقف الجسر هذا فاجأ رئيسه الذي ردّ عليه، وفق المصادر، بانفعال، وقال له: "نحن الذين جئنا بك نائباً ووزيراً، وإذا بقيت على هذا الموقف فلن تجد لك مكاناً على لائحتنا عام 2013". ردّ الحريري على الجسر، بحسب المصادر نفسها، كان صادماً لمناصري الأخير الذين قاطعوا كل نشاطات الاعتصام، وشابت علاقاتهم مع منسقي تيار المستقبل في طرابلس في الأيام الأخيرة برودة لافتة.
وكشفت مصادر في تيار المستقبل في طرابلس لـ"الأخبار" بعض أسباب تأزم العلاقة بين الحريري والجسر، موضحة أن "قرار الاعتصام فردي اتخذه النائب معين المرعبي فجأة بعيداً عن أصول العمل السياسي وأدبياته". واعتبرت المصادر أنه "ليس مقبولاً أبداً أن يُنفذ اعتصام تحت نافذة الجسر، وباسم تيار المستقبل، وهو لا يعلم به". وأوضحت: "كما انتقدنا اعتصام ساحة النور سابقاً لأنه غير حضاري وعطل مصالح الناس، نفعل ذلك اليوم".
وأكدت المصادر أن "خطوة كهذه كانت تحتاج إلى تنسيق وتشاور مسبقين، لكن لم يعقد أي لقاء قبلها، وكل ما حصل هو أن الفكرة أعجبت أحمد الحريري فمشى بها". هذا الأمر أثار استياء الجسر الذي بعث رسائل امتعاض إلى المعنيين في التيار بأنه "ليس هكذا تسير الأمور، فهل أنا أمثل الموقف السياسي للتيار في المدينة أم مُلحق؟"
وقالت المصادر "كان يمكننا القيام بأكثر من نشاط وتحرّك سياسي بهدف إسقاط حكومة ميقاتي غير هذا الأسلوب، لأن نصب بضع خيم لا يُسقط حكومة"، فضلاً عن أن "أي تحرك سياسي يحتاج إلى تحضير ودراسة جيدة قبل الإقدام عليه، لأننا أبناء هذه المدينة وأدرى بشعابها، وليس جائزاً استخدام أساليب رفضناها في السابق".