ما من أحد يستطيع أن يمنع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من الردّ على أي تصريح سياسي أكان هذا التصريح صادراً عن رئيس حكومة سابق أو نائب وحتى وزير أو سياسي عاديّ، وما من أحد أيضاً يمكنه أن يفرض على ميقاتي توقيت ردوده، وهذا ما حصل بالأمس بعد إنتهاء إجتماع لجنة صياغة البيان الوزاري في السرايا الحكومي، عندما ردّ رئيس الحكومة على موقف رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري. لكن الطريقة التي إعتمدت في عملية إصدار الردّ أثارت بالفعل إستغراب الصحافيين والإعلاميين المتواجدين في السرايا.
فما إن إنتهى إجتماع اللجنة الوزارية، حتى إستقبل ميقاتي مفتي الشمال الشيخ مالك الشعار، وبعد خروج الأخير من دون الإدلاء بأي تصريح، كانت النشرات الإخبارية قد إنطلقت والغالبية الساحقة من الصحافيين غادرت القصر الحكومي، من دون أن يبقى إلا بعض المراسلين التلفزيونيين الواقفين وراء ميكريوفوناتهم بجهوزية تامة لإعطاء رسالة مباشرة على الهواء. عندها جاء الخبر "التسريبة"، أحدهم يقول إن ميقاتي ردّ على العماد عون، ليصل الرد المكتوب بعد لحظات على يد أحد المستشارين، متضمناً عبارة "ميقاتي وخلال دردشة مع الصحافيين". بالفعل لم ير الصحافيون ميقاتي بالأمس، ولم يقصد هو الطابق الأرضي في السرايا حيث كانوا يستمعون الى بيان وزير الإعلام وليد الداعوق، وفور مغادرة مفتي الشمال من دون الإدلاء بتصريح غادر مراسلوا الوكالات والصحف والإذاعات على إعتبار ان النشاط إنتهى في السرايا. فمع من دردش ميقاتي ومن هو ذلك الصحافي الذي دردش سراً وبعيداً عن زملائه مع دولة الرئيس وفضّل أن يوزع الخبر على الجميع من دون أن يحتفظ به كسبق صحفي؟
في الحقيقة كل المعطيات أشارت بالأمس الى أن الرئيس ميقاتي دردش مع أحد مستشاريه وأوكله مهمة توزيع الخبر على من تبقى من الصحافيين، كي يأتي الرد تحت شعار دردشة أو كرد على سؤال من دون أن يلجأ ميقاتي الى إصدار بيان رسمي يحمل توقيع مكتب رئيس الحكومة، كل ذلك لأن صيغة الدردشة تخفف كثيراً من عيار الرد. كما يمكن القول إن أحد المستشارين أبلغ ميقاتي ما قاله العماد عون عن الحريري لأن رئيس الحكومة كان في إجتماع صياغة البيان الوزاري ولم يسمع تصريح الجنرال عند الساعة الخامسة.
إذاً، في المرة الثانية، لا تخاف يا دولة الرئيس من أي ردّ على العماد عون، فالجنرال يتحمل أكثر من ذلك بكثير، وهو عرضة دائماً لبيانات وتصريحات وشتيمة تفوق حدود الدردشات الإعلامية الصحيحة والمهربة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك