زار النائب إيهاب مطر ثانوية الغرباء الرسمية في منطقة الزاهرية- طرابلس، وتفقد صفوفها، وتحدث الى كادرها التعليميّ الذي عبّر عن همومه وهواجسه التربوية التي كانت موضوع حديث مطوّل بين مطر ومديرة الثانوية ذوات العلي وغيرها من الأساتذة، وفق بيان عن مكتبه الاعلامي.
وشدّدت العلي في كلامها على "خطورة الفساد الذي يمسّ الكادر التعليمي والقطاع التربوي في البلاد"، مؤكّدة أنّ "تضافر الجهود أساسي لمساعدة التلاميذ والقطاع التعليمي". وقالت: "لا أحد يُفكّر في مصلحة التلميذ، الذي كان قد اعتاد في السابق على نموذج معيّن، لكنّه فوجئ بتغيير هذا النموذج عبر تغيير الأساتذة، حيث يمكن أن يتأقلم معه أو لا يتأقلم، ما يُفقده الثقة بهذا النموذج ويدفع بعض التلاميذ إلى عدم التوجه إلى المدرسة من جديد، وبالتالي إنّ هذه المشكلة تطال مختلف المراحل التعليمية وتضرب القسم الثانوي بشكلٍ كبير".
واعتبرت العلي أنّ "وزارة التربية مقصّرة جدًا ولا تستمع إلى مطالب المديرين والأساتذة، مهما ناشدوا بضرورة التغيير والتركيز على أولويات رئيسة". وأضافت: "لا يُقدّمون لنا شيئًا ولا يروننا أساسًا لمجرّد أنّنا ننتمي إلى منطقة فقيرة في طرابلس وهذا يُحزننا كثيرًا".
مطر أبدى "أسفه الشديد لواقع التعليم في لبنان على الرغم من أهميته الكبيرة للمجتمع". وقال: "التخبّطات السياسية تُؤثر على القطاع التربوي".
ووعد بـ"إيصال صوت المدرّسين والكادر التعليمي مع فريق العمل عبر اللقاءات النيابية القريبة، وبالتحدّث مع كلّ من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي".
وعن طرابلس، أكّد مطر أنّ "المدينة مهمّشة وكلّ ما فيها معطّل لاسيما مع الشلل البلدي الذي يزيد الوضع سوءًا، لذلك نحاول تنمية هذه الذهنية التشاركية لدى الناس والمسؤولين خصوصاً بعد تغيير بعض النواب، ولا ننسى أنّ الممارسات السياسية السابقة لاسيما في طرابلس لم تكن مشجعة، كما كانت قائمة على المبادرات الفردية من دون الإحساس بأهمّية العمل الجماعي. ومن منطلق اغترابي فأنا مؤمن بالعمل التشاركي والجماعي ما قد يخلق أعمالاً وممارسات إيجابية".
وبعد تحدّث عدد من الأساتذة عن التقنين الكهربائي القاسي في الثانوية، ذكّر بأنّه قام من خلال مجموعته (IMD) بالمساهمة في تركيب طاقة شمسية في مهنية القبة الأسبوع الفائت، وقال: "إنني مهتمّ كثيرًا بالوضع الحزين لكن ما باليد حيلة، وعلى الرّغم من هذه الظروف فإنّ الحزن لم يدفعني إلى الاستسلام، فلديّ حماس كبير للمطالبة بحقوق المدينة فالتربية والتعليم جزء لا يتجزأ من المدينة وذلك لبناء أجيال مستقبلية تقود طرابلس".
وفي ما يخصّ أجور الأساتذة، لفت إلى أنّ المعاشات تبقى بالتأكيد غير كافية، "وهذا لا يتعلّق بإفلاس الدولة لكنّ أزمة الدولار انعكست على الوضع كما ضعف الإيرادات مقابل فائض المصاريف يُؤثر أيضًا بلا أدنى شك، على أمل حصول انفراجات من خلال حلّ سياسي يُترجم بخطّة شاملة وهي لن تُغيّر الوضع خلال 24 ساعة، بل تحتاج الى وقت بمباركة المؤسسات الداخلية والخارجية، لذلك نحاول قدر الإمكان إيجاد حلّ للمستقبل، لكن لنتفاءل بواقعية لأنّ التشاؤم لا يُحسّن الوضع".
وعن الفساد الذي تحدّث عنه عدد من الأساتذة، أشار إلى ضرورة إلغائه، لكن "لو كانت تريد الطبقة السياسية أن تحسن أدائها، لكان حصل تغيير في البلاد، مع العلم أنّ من يُريد التغيير من الناس حقًا يستسلم ولا يُشارك في الانتخابات مع الأسف، لكن نقول أنّ النواب الجدد لهم نهج مختلف ونحن نؤمن بمبدأ النزاهة ونحاول رفع الصوت وخلق جو ايجابيّ قدر المستطاع".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك