أُضيئت زينة العيد على الكورنيش البحري في صور، برعاية المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطّار وحضوره، إلى جانب رئيس اتحاد بلديات قضاء صور ورئيس بلدية صور حسن دبوق، رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس، رؤساء وأعضاء المجالس البلدية ومخاتير بلدات القضاء، لفيف من المرجعيات الرسمية والدينية وممثلي الأجهزة الأمنية والعسكرية وعناصر من الدفاع المدني من موظفين ومتطوّعين وحشد من الفاعليات وأهالي المدينة والقضاء.
وإستهل الاحتفال بالنشيد الوطني الذي عزفته موسيقى الدفاع المدني. ثم ألقى رئيس اتحاد بلديات قضاء صور دبوق كلمة ترحيبية. وكانت كلمة للنائب علي خريس نوّه فيها بـ"العيش المشترك "، مشيراً إلى "رمزية هذا المكان ودلالات إضاءة الزينة الميلادية". وأكد أن "لبنان لا يمكن أن يقوم إلا بجناحيه المسلم والمسيحي". كما هنأ بالعيد متمنياً أعياداً مباركة لجميع اللبنانيين.
أما خطاّر فقال: "لقاؤنا الليلة في صور الغالية، قبل 48 ساعة من ليلة الميلاد المجيد لنضيء شجرة العيد، لما لهذه المدينة من رمزية تاريخية في قلب كل لبناني مخلص تعود إلى الألف الثالث قبل مجيء السيّد المسيح، وحتى اليوم.
أتينا إلى صور، لأنها كانت وستبقى شاهدةً على إرادة ونهج العيش المشترك وتمسك أهلها بمبادئهم الوطنية التي نعتز بها ونُفاخر.
أتينا إلى صور، المُعاندة الصامدة التي وقفت بوجه غُزاتها، فهزمت نبوخذ نصّر، وقاومت الإسكندر المقدوني سبعة أشهر قبل أن يجتاحها عسكرياً لكن أهلها لم يستسلموا، بل واجهوا آلة القتل المقدونيّة ببسالة قلّ نظيرها عبر التاريخ، فاتّخذوا قرار المقاومة حتّى الرمق الأخير.
أتينا إلى صور الحبيبة، التي قاومت الإحتلال الإسرائيلي ودمّرت مقرّ الحاكم العسكري قبل أربعين عاماً والذي قُتل فيه الحاكم المذكور ومعه 200 من جنوده.
صور وجارتها قانا الغاليتان، وطئهما السيّد المسيح وجعل من ترابهما أرضاً مقدسة، روتها دماء شهداء أبرار في مجزرة عام 1996 أثناء عدوان "عناقيد الغضب" المشؤوم".
وتابع: "في أرض الشهادة الوطنية الكبرى للوحدة الوطنية، والبطولة، نضيء شجرة الدفاع المدني ها هنا، وفي القلب غصّة على مصرع الجندي الإيرلندي في قوات الطوارئ الدولية قبل أيام، ونغتنم هذه المناسبة لنتقدّم بتعازي الدفاع المدني اللبناني من قيادة هذه القوات وضباطها وأفرادها الذين كنا سنتشارك معهم إحتفال الليلة".
وقال: "إن أبطال الدفاع المدني باقون على أهبة الإستعداد لتلبية النداء على كامل مساحة الوطن، وبينهم وبين الناس عهدٌ ووعد! عهدٌ بأن يبقوا حصة الناس وسندهم مهما قست الظروف وجارَت الأيام، ووعدٌ بأن لا يعيقهم عائق عن نجدة كل من يناشدهم ولو باللحم الحيّ".
وأضاف: "يقتضيني الواجب أن أوجه من هذه الأرض المقدسة أكبر التقدير إلى أبطال الدفاع المدني، موظفين ومتطوّعين، على تفانيهم وبسالتهم واندفاعهم. وأجدّد التأكيد على أن إنهاء ملف المتطوّعين بات يقاس بالأسابيع وليس بالأشهر. نقولها بكل ثقة لأنه وعدٌ من وزير الداخلية والبلديات القاضي بسّام مولوي الذي عرفناه صادقاً ولا يُخلّ بالوعود".
وختم: "أتوجّه بالشكر العميق إلى رئيس وأعضاء المجلس البلدي في صور واتحاد البلديات والمرجعيات السياسية والأمنية والدينية، وجميع الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية وعموم أهالي صور، على أمل أن يحمل لنا العيد مفتاح الفرج، وتعزيةً للحزانى وغداً أفضل، وأن يعبّد طريق التعافي الوطني".
في الختام، وبعد إضاءة زينة الميلاد على أنغام الترانيم الميلادية التي عزفتها موسيقى الدفاع المدني تشارك الجميع في قطع قالب حلوى احتفالاً بالمناسبة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك