دمشق وخيار المواجهة: الكل على الخارطة الأنوار رفيق خوري رفيق خوري - الأنوار 23 حزيران 2011 13:54 A- A+ A+ دمشق تذهب في المواجهة الى الحد الأخير، من حيث رأت على مدى أشهر من الصراع المفتوح أن المواقف منها ذاهبة الى الحد الأخير. المواجهة في الداخل على خطين: خط الحل الأمني الشامل لضرب من سماهم الرئيس بشار الأسد أدوات المؤامرة من مجموعات مسلحة وأصوليين تكفيريين وخارجين على القانون. وخط الحل السياسي المتدرج الذي هو المطلب المشروع للوطنيين الداعين الى الاصلاح والراغبين في أن يكون أسرع وأكثر تحديداً. والمواجهة مع الخارج الذي يدير لعبة العزل والعقوبات وينتقل في خطابه السياسي من وضع الرئيس الأسد أمام خيار الاصلاح السريع أو التنحي الي الحديث عن فقدان الشرعية والصدقية. ذلك أن شعار الشعب يريد إسقاط النظام الذي يرفعه المتظاهرون في الشوارع، وهم يواجهون الرصاص، هو في نظر دمشق اللعبة الحقيقية لا فقط من خلال تعميق الأزمة في الداخل بالدم بل أيضاً من خلال الاخراج الديبلوماسي في الخارج بصيغة نصائح خلاصتها التخلي عن النظام لاعادة بناء الدولة. فما لم يقله الرئيس الأسد في خطاباته الثلاثة الا بشكل عام، قاله وزير الخارجية وليد المعلم بشكل محدد وبالتفاصيل في مؤتمره الصحافي أمس. وما كان متروكاً للتحادث في الغرف المغلقة صار موقفاً حاسماً وراء الميكروفونات وأمام الكاميرات. وليس ما قاله رئيس الديبلوماسية السورية سوى الوجه الآخر لما يقوم به رجال الأمن. فالوزير المعلم أعلن وقف مشروع الشراكة مع الاتحاد الأوروبي قائلاً ببساطة سننسى أن أوروبا على الخارطة. وهو اتهم تركيا للمرة الأولى بدور في الأحداث، مع الإصرار على أهمية التحالف معها ورفض خسارته. واذا كان الجانب الأقسى في كلامه هو الرد على وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، فإن كلامه على وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون جاء ناعماً. ولعل السبب هو التمايز الضئيل بين الموقفين الفرنسي والأميركي. أما الرهان، فإنه على الدورين الروسي والصيني الداعمين لسوريا في مجلس الأمن عبر التهديد باستخدام الفيتو ضد مشروع القرار الذي تعمل له أوروبا وأميركا، كما على مواقف الهند وجنوب افريقيا ولبنان. ودمشق تعرف أن المواجهة مع الخارج ليست سهلة ولا قليلة الكلفة. لا سياسياً ولا خاصة اقتصادياً. كذلك المواجهة في الداخل. فأوروبا على الخارطة، ولو كانت بعيدة، وكانت أمام دمشق منافذ في الغرب والشرق. وتركيا على الخارطة في الجغرافيا المجاورة. والناس على الخارطة. والحل الأمني لم يمنع التظاهر. لكن الظاهر أن خيار دمشق في مواجهة مصيرية هو الاستعداد لدفع الثمن، على أمل أن يقود الحل الأمني الى الحل السياسي بالحوار. غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك دمشق وخيار المواجهة: الكل على الخارطة