رأى النائب نضال طعمة أن "انتخاب الكاتب والأديب اللبناني أمين معلوف كأحد الخالدين في الأكاديمية الفرنسية يشكل بقعة ضوء نعتز بها في زمن القحط السياسي الذي تفتقد الحكومات فيه إلى شرعية التمثيل الشعبي واستطاع أولياء الأمر الواقع مصادرة نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة وأمست الآذان تخدش بخطاب سياسي متوتر ومتعال"، وقال: "نبارك له ولكل اللبنانيين لكونه أول لبناني يصل إلى هذه المكانة المهمة".
وقال طعمة في تصريح اليوم: "في نظرة إلى واقع حكومتنا نجدها محكومة باللون الواحد على الرغم من تلونها بأطياف، ما زالت تبحث عن وحدة رؤية لها، ولا يبدو أنها ستوفق ببلورتها بشكل واضح وصريح في البيان الوزاري المنتظر، إذ من المتوقع أن يعمم أكثر مما يفسر، وأن يختصر أكثر مما يفصل. ونرفض أن تغسل الحكومة يديها من ملف المحكمة الدولية، فيرحلها البيان إلى طاولة الحوار، وكلنا نعلم مصير القرارات التي سبق واتخذتها هذه الطاولة. ولما كنا في قوى الرابع عشر من آذار قد حددنا موقعنا المعارض، فإننا نؤكد التزامنا السبل الديموقراطية السلمية والحضارية، وستبقى الإرادة الشعبية جاهزة لتصويب أي خلل قد تقدم عليه هذه الحكومة سواء بالتنكر لالتزامات لبنان بالشرعية الدولية، أم باعتماد الكيدية والانتقام واستغلال موقع السلطة لتصفية حسابات ضيقة".
أضاف: "نحن لا نثير هاتين القضيتين لنكون سلبيين، ولا لنخترع معارك وهمية، بل لأن التصاريح التي سبق وأتحفنا بها، توحي بنوايا واضحة في هذين المجالين. وجاء حديث الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ليشد عصب فريقه السياسي، المتكىء على المحور السوري - الإيراني، وقد وفق السيد في استثماره الحديث عن الدلالات من استحداث العدو الإسرائيلي لمناورات عسكرية في الداخل، وفي رسم الخريطة الاستراتيجية لمواجهة إسرائيل، معولا بذلك على كسب تأييد الكثير من الوطنيين الشرفاء والعروبيين، الذين ما زالوا يرون إسرائيل العدو المغتصب والرافض لكل تسوية عادلة. ولكن قضيتنا مع "حزب الله" ليست هنا، فلا يمكن لأحد أن يكون ضد مواجهة إسرائيل على الإطلاق. بل نحن ضد مصادرة الحياة السياسية الطبيعية في البلد. وهنا نسأل الحزب عن موقع الحيثية القضائية الرسمية اللبنانية من موضوع اكتشاف الجاسوسين اللذين اخترقا بنيته الداخلية؟"
وسأل: "لمصلحة من وفي إطار أي توظيف حددت الجهة المخترقة؟ وما هي الحيثيات الملموسة التي تؤكد الموضوع؟ وفي إطار آخر فاجأنا السيد حسن باعتباره تضرر المصارف اللبنانية والبنية الاقتصادية اللبنانية، لن يؤثر إلا بمقدار يسير على الحزب. أليس أتباع ومناصرو الحزب لبنانيين، سيتأثرون حتما بأي أزمة اقتصادية أو أي ضغط قد يعاني منه لبنان؟"
وختم طعمة: "تبقى على الحكومة الحالية مسؤوليات جسام، وعليها أن ترد علينا بخطواتها العملية التي تؤمن مصالح الناس، وتساهم في بدء مسيرة إنصاف المناطق المحرومة من خلال تنفيذ المشاريع المقررة لها كمرحلة أولى وسريعة، ومن خلال تنفيذ اللامركزية الإدارية، وعليها أيضا تكريس مفهوم الحياة الديموقراطية في شتى المجالات، بدءا من منطق الرقابة على المصنفات الفنية فليست بيروت العاصمة التي تعادي الفنون، ويمنع فيها فيلم سينمائي بمستوى إنتاج لائق، على سبيل المثال، وصولا إلى إنجاز قانون الانتخابات العصري الذي يؤمن صحة التمثيل، وردنا عليها سيبقى صوتا صارخا لتلتزم واجباتها، بدءا من التذكير، وصولا إلى حقنا المشروع في السعي إلى إسقاطها".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك