تميز عيد البشارة في لبنان بتولية البطريرك السابع والسبعين للموارنة بشارة الراعي في احتفال شعبي وسياسي وديبلوماسي عربي وغربي حاشد في الصرح البطريركي في بكركي.
استهل الاحتفال بكلمة لرئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو الكسم تلا فيها سيرة البطريرك الراعي، ثم دخل 77 طفلا باللباس الابيض يحملون اغصان الزيتون وخلفهم حارسي بكركي الوزير السابق فريد الخازن والسفير امين كسروان الخازن والمطارنة والبطريركان الراعي وصفير الذي ترأس القداس, أما النوايا فقد ركزت على الامال المعلقة على البطريرك الراعي والقى السفير البابوي كلمة البابا بندكتوس السادس عشر مانحا اياه البركة الكنسية واكد ثقته بأن البطريرك الجديد سيتمكن مع خلفه الكاردينال صفير ومعاونيه من قيادة الكنيسة نحو الوحدة متمنيا ان تحمي سيدة البشارة البطريرك المنتخب.
وبعد اعتلائه كرسي البطريركية، وسط تصفيق الحضور الحار والزغاريد، توجه الراعي في كلمة إلى رئيس الجمهورية قائلا: "محبتي وشكري لكم، هو الله دعانا معاً وعلى التوالي بفائق حكمته وعنايته من بلاد جبيل، من عمشيت، ونحن فيها جيران، يفصل بين بيتكم الوالدي ودار المطرانية طريق ضيق، انتم لرئاسة بلادنا وأنا لرئاسة كنيستنا. نسأله، سبحانه وتعالى، أن يقود خطانا بالشركة والمحبة، في خدمة الوطن والكنيسة. وتوجه "بالشركة والمحبة" من أجل "التعاون معكم يا دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، ومعكم يا دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الدين الحريري، ويا دولة رئيس مجلس الوزراء المكلف السيد نجيب ميقاتي، ومع أصحاب المعالي الوزراء والسادة النواب وسائر أركان الدولة اللبنانية وسفراء الدول". وقال الراعي: سنعيش معاً هذه الشركة بالمحبة، في لبنان الذي مجده في رسالته، ومجد لبنان ينتقص بالانغلاق على الذات والتقوقع. وأضاف قائلا: من اجل الشركة والمحبة نعمل معا في بلدان الشرق الأوسط ومعكم، حضرة ممثلي رؤساء الدول الشقيقة، فنحافظ على علاقاتنا التضامنية مع العالم العربي ونوطدها، ونقيم حوارا صادقا وعميقا مع إخواننا المسلمين.
وعن برنامج خدمته، قال الراعي: برنامجي امتداد لتاريخ أسلافي وعلى مدى 1600 سنة لثوابتهم الإيمانية والوطنية برنامج استكمال التنفيذ والتطبيق لمقررات وتوصيات هذه المجامع على صعيد الهيكليات في الكرسي الرسولي البطريركي، وعلى المستوى الكنسي والتربوي والاجتماعي والوطني، في لبنان والشرق الأوسط، وفي بلدان الانتشار، وهذا لن يكون إلا بمؤازرة الجميع، وبإسلوب حديث وآلية فاعلة تتفق والتقنيات الحديثة، في كل ذلك قبلة أنظارنا شبابنا وصبايانا والمليون وثلاثمئة ألف طالب وطالبة في المدارس والجامعات، وهم مستقبلنا وأمل كنيستنا والوطن، هما العائلة التي هي الخلية الأساسية لمجتمعنا، والمدرسة الطبيعية الأولى لقيمنا، والكنيسة المنزلية المربية على الإيمان والصلاة، قوتنا أساقفنا وكهنتنا، رهباننا وراهباتنا، المؤمنون والمؤمنات، قوانا الواعدة، الدعوات الكهنوتية والرهبانية، تواصلنا في الداخل والخارج، والانتشار، وسائل الإعلام وتقنياتها التي نحييها وندعو لها بدوام الازدهار، ضمانتنا المسيح رجاؤنا، والروح القدس مجددنا، ومحبة الله الآب التي تظللنا.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك