لا يشكك احد في قدرات وزير الداخلية اللبناني السابق زياد بارود واخلاصه في عمله وبعده عن الدوغما السياسية الطائفية اللبنانية.. زياد بارود المحامي وناشط المجتمع المدني ازيح عن الوزارة لمصلحة المحاصصات اللبنانية الطائفية السائدة في لبنان، مع انه كان محسوبا على او من حصة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان.
كتب عنه احد الصحافيين الشباب قصة ذات مغزى تستأهل ان تحكى لما فيها من عبر، خصوصا لوزرائنا ا لشباب الجدد الذين انضموا للوزارة وحتى للمخضرمين منهم.
الصحافي اللبناني رامي الامين كتب في صحيفة النهار (2011/6/21) «انه منذ تولي زياد بارود حقيبة الداخلية، اقفل هاتفه الخليوي الذي كان يحمل رقمه الخاص كمحام بالاستئناف، ووضع في الخدمة، خدمتنا كصحافيين، رقما آخر لوزير الداخلية، يمكن ان نجده عليه، اذا ما اردناه لاستفسار او مقابلة او استشارة او معلومة.. وأحدس ان معظم الصحافيين كانوا يملكون هذا الرقم في ذاكرة هواتفهم المحمولة، كما احدس ان معظمهم تلقى اتصالات من هذا الرقم، وسمع صوت زياد بارود المألوف، يناقش في مقال او معلومة او تقرير تلفزيوني، منوها او معترضا او معاتباً، وبالنسبة الى البعض يبدو غريباً ان يتصل وزير الداخلية بصحافي مغمور ليناقشه في مقاله او تقرير تلفزيوني، لكن زياد بارود كان يفعل ذلك قبل ان يقرب من السياسة عندما كان ناشطا في المجتمع المدني.. كان يهاتف الكثيرين ويبدي اعجابه او ملاحظاته من الرقم الذي اقفله عندما صار وزيراً، كأنما يقفل الباب على تاريخه وسيرته الذاتية كي لا تتلوث.. جعل ماضيه «خارج الخدمة» واستخدم شريحة هاتف جديدة تابعة لوزارة الداخلية ليكون في خدمة الناس»... رامي الامين يستطرد بالقول: «عندما تم الاعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة، وصلني على هاتفي الخليوي رسالة نصية (SMS) من رقم وزير الداخلية زياد بارود، يقول فيها انه بدءاً من الصباح التالي لن يعود رقمه الخاص كوزير للداخلية في الخدمة، وانه سيعود الى رقم هاتفه الاساسي، الذي كان يستخدمه كمحام بالاستئناف وكناشط في المجتمع المدني، وكمعالي المواطن زياد بارود، وطلب حذف الرقم الوزاري من ذاكرة الهاتف...انتهى.
وهي قصة ذات مغزى في ان المناصب لا تدوم «فلو دامت لغيرك ما اتصلت اليك»... وهي قصة ذات مغزى بوجوب تواصل المسؤول مع الكل، وعلى رأسهم الاعلاميون، سواء كان في المنصب او خارجه.. نتمنى من وزرائنا الجدد والمخضرمين الاستفادة منها.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك