جورج أبو صعب
Lebanese-Forces.com
من منطلق احترامنا وتقديرنا لمواقف فخامة الرئيس الوطنية الحكيمة والمسؤولة - لا يمكن لاي لبناني الا وان يكون مؤيدا للحوار بين اللبنانيين - ولكن ما استوقفنا في كلام فخامته من بكركي - بعض الملاحظات التي نرى من الضروري الاضاءة عليها وفق الاتي:
اولاً: اذا كان المطلوب مجرد اعتبار ان مناقشة استراتيجية دفاعية على طاولة الحوار انجاز وبغض النظر عن النتائج - فتكون طاولة الحوار قد انجزت - ولكن الامور في خواتمها ونتائجها تقاس لا في مجرد اخذ المبادرة.
فبالعودة الى الوراء ومنذ طاولة الحوار الاولى عام 2006 والى اليوم لا يزال موضوع الاستراتيجية الدفاعية يراوح مكانه رغم تقدم معظم الفرقاء المتحاورين على الطاولة بتصوراتهم بمن فيهم فخامة الرئيس واستنكاف الطرف الاساسي المعني الى الآن - اي "حزب الله" - عن تقديم تصوره او التعليق على كافة التصورات المقدمة.
الانجاز لا يكون بالتطرق الى الموضوع لان لا مقدسات امام المصلحة الوطنية العليا، بل بالتوصل الى صيغ حل وتوافق حول الموضوع - فلهذه الجهة وبالاذن من فخامته لا نعتبر ان شيئا انجز على صعيد الاستراتيجية الدفاعية الى الآن على طاولة الحوار .
ثانياً: ان مقاطعة هيئة الحوار من قبل قوى "14 اذار" لم تأت من اجل اسقاط الحكومة الميقاتية، بل من اجل توعية ضمير الفرقاء الداعمين والمحرضين ربما على قتل رموز وقيادات قوى "14 اذار" بعد سقوط الشهيد وسام الحسن.
فلا يمكن لعاقل ان يجلس على طاولة حوار مع فرقاء يشكلون غطاء سياسياً واعلامياً وامنياً ولوجيستيا للقتلة - وبقدر ما تتستر حكومة ميقاتي عن ملاحقة وتسليم القتلة بقدر ما تتحمل قسطها من المسؤولية الدستورية والقانونية والسياسية في التقصير وتسهيل الاغتيالات.
ثالثاً: لا نوافق على اعتبار طاولة الحوار هيئة "مساعدة" او رديفة للمؤسسات الدستورية القائمة والشرعية في البلاد. فطاولة الحوار الحقيقية هي في مجلس النواب، في مناقشة الملفات الوطنية الكبرى الى جانب التشريع والرقابة الدستورية على اعمال الحكومة. كما لا نقبل ان تأخذ من صلاحيات رئيس الجمهورية في قبول استقالة الحكومة واليات تشكيل حكومة جديدة، كما لا نقبل بتحويل طاولة الحوار الى سلطة تنفيذية حقيقية والسلطات الدستورية الاخرى سلطات بصم وتمرير ليس الا ...
قلناها ونرددها... يجب الفصل بين هذه الطاولة الحالية للحوار ومبدأ الحوار...
فنعم نريد الحوار... ولا بديل عن الحوار... ولكن ليس هذا الحوار...
حوار بين لبنانيين متساوين ينوون التفاهم مع بعضهم لا اغتيال بعضهم...
حوار... ليس مثل هذه الطاولة بروحيتها وتركيبتها النفسية والسياسية الفاشلة... الحوار الذي يريده فخامته نريده... لكن مع الحفاظ على الدستور المؤتمن هو عليه... وبالتأكيد لا نريد ان يتحول مجرد الحوار الكاذب انجازا...