يسأل دبلوماسي غربي في بيروت "ما الذي تريده المعارضة السورية؟ إن اجتمعت في كنف ائتلاف معارض فإن أهدافها غير متآلفة البتة مع الواقع" في بيروت، مشيرا الى ان هذه المعارضة "انتقلت من المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد الى رفض التعامل في أية مرحلة انتقالية مع أي شخصيات تنتمي الى حزب البعث!".
وأشار في حديث لـ"السفير" الى أن "السيناريو الأوضح في الذهن الغربي أن نظاما إسلاميا سيقوم في سوريا في حال سقوط نظام البعث"، بتقدير هؤلاء "ان الإسلاميين يسيطرون ميدانيا على الأرض في حين لا وجود ميدانيا للقوى الليبرالية، وتستفيد القوى الإسلامية بلا مواربة من دعم أنظمة خليجية تمدها بالمال وبالسلاح في حين لا توجد جهة داعمة للأقليات الليبرالية".
لا ترى الأوساط الديبلوماسية الغربية "أي وجه شبه بين الثورتين المصرية والسورية، ففي مصر تتصارع ثورتان، الأولى علمانية والثانية إسلامية في حين يطغى الطابع الإسلامي على الثورة السورية".
وتعليقا على ما يتم تداوله من وجود سيناريوين للأزمة السورية، الأول قيام "طائف سوري" والثاني "تقسيم سوريا الى 3 دويلات علوية وسنية وكردية"، يعرب الديبوماسي عن استبعاده اقتطاع جزء من شمال لبنان لضمه الى أي دولة سنية عتيدة، مشيرا الى أن هذا الأمر "مستحيل لأن الأتراك متمسكون بالحدود المرسمة في اتفاقية سايكس - بيكو".
ويشير الى أن "السيناريو الأقرب للمنطق أن أغلبيتهم ستهاجر من سوريا الى لبنان ومنه الى أصقاع العالم"، ويلفت الانتباه الى "قصص رعب نقلها صحافيون أجانب عما يعيشه المسيحيون في المناطق التي تسيطر عليها "جبهة النصرة"، وفي إحدى البلدات نقلت مراسلة حربية أجنبية أنه تمّ استبدال رئيس البلدية المسيحي بآخر من طائفة مختلفة ما إن سيطر "الجيش الحر" على البلدة".
ويتخوف الدبلوماسي المذكور من أن السيناريو الثاني في حال سلك طريقه الى الواقع "فقد يستدعي قيام إيران بدعم "الدولة العلوية" ومدّها بالسلاح"، لكنّه سرعان ما يسأل عن جدية تمسّك إيران واهتمامها بالعلويين السوريين ومصيرهم.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك