قد تعتبر رواية نظير اميري وهو شرطي سابق للانفجار الانتحاري الذي شنته حركة طالبان على فندق إنتركونتيننتال في العاصمة الأفغانية، وكأنه احد افلام "الاكشن" الاميركية، لكن الوقائع تشير الى مأساة حقيقية تواجهها الاجهزة الامنية الافغانية.
قال أميري إنه لم يصدق عينيه عندما شاهد الانتحاريين يندفعون إلى الفندق الفخم في كابول وهم يطلقون الرصاص ويرمون بالقنابل. وفي الحاليل الاستخباراتية فإن الدلائل تدل على ان طالبان أرادت أن توصل رسالة مفادها أنها لو أرادت تبعث القلق في نفوس الرأي العام الأفغاني وكذلك الحكومات الغربية بشأن إمكانية قوات الشرطة والجيش في توفير الأمن في البلاد، فما عليها سوى أن تختار المزيد من الأهداف الرمزية أو الأوقات البالغة الدقة، كي يتم استهدافها.
وستبدأ القوات الأفغانية خلال تموز في فرض سيطرة الشرطة على سبعة مناطق في أفغانستان تشمل العاصمة كابول وذلك في إطار خطة شاملة لنقل المسؤوليات الأمنية بكاملها إلى القوات الأفغانية مع نهاية العام 2014. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن في الأسبوع الماضي أن عشرة ألاف جندي أميركي سيعودون إلى الولايات المتحدة مع نهاية هذا العام إضافة إلى 23 ألف آخرين بنهاية العام المقبل. وكان هناك من بين نزلاء الفندق أثناء الحادث بعض المسؤولين في الخارجية والحكومة الأفغانية للتخطيط لحضور مؤتمر حول انتقال المهام والمسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية. إلا أن الحادث الأخير كشف عن مدى قدرة القوات الأفغانية على تحمل تلك المسؤوليات دون الاعتماد الدائم على قوات الناتو.
وقالت مصادر في الجيش النيوزيلندي إن القوات النيوزيلندية ساعدت في قمع هجوم طالبان كما استطاع القناصة على متن الطائرات الهليوكوبتر من اصطياد ثلاثة من أفراد طالبان الذين كانوا يحتفظون برهائن معهم على سطح مبنى الفندق. وبعد قيام قوات الناتو بتوجيه ضربات موجعة إلى طالبان في معاقلها في الجنوب، قام أفراد الحركة بتحويل الانتباه والتركيز على المناطق الهادئة نسبيًا كي تثبت للرأي العام الأفغاني بأنه لا القوات الغربية ولا القوات الحكومية الأفغانية قادرة على توفير الأمن في البلاد. وفي الوقت الذي يزداد فيه تركيز قوات الأمن الأفغانية على تأمين المباني والمؤسسات الحكومية والأماكن العامة إلا أنه لم يكن يخطر على بال أحد أن فندق الإنتركونتيننتال سيكون هدفًا لطالبان وذلك رغم أنه واحد من الأهداف المغرية لطالبان.
ومع ذلك لا يزال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يؤكد على انتقال المسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية. وقال إنه لا هذا الهجوم ولا غيره يمكن أن يمنع من تسليم مهمة الأمن للقوات الأفغانية. ولم يكتف بذلك، بل أثنى على الدور الذي لعبته قواته في حصار الفندق دون أن يشير إلى الدور الذي لعبته قوات الناتو.