رأى رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط أنه "بعيداً عن الأجواء الراقية التي من المفترض لقاعة الأوبرا أن ترخيها على أي زائر لها، جاء خطاب بشار الأسد مكررا ممجوجا ومنفصلا تماما عن الواقع وهو الذي تعذر عليه الوصول إلى قصر المؤتمرات المحاذي لمطار دمشق الدولي الذي خرج عن السيطرة"، لافتا الى أنه "مع ذلك جاء هذا الخطاب يعيد ما سبق وقاله في خطاباته الأولى بعيد إندلاع الأزمة دون تغيير نقطة أو فاصلة أو حرف!".
وأشار جنبلاط في موقفه الأسبوعي لـ"الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي الى أن "الفارق الكبير الذي لم يدركه الأسد هو أن الخطابين الأول والثاني اللذين ألقاهما لم يكن عدد القتلى قد تخطى الثلاثة الآف قتيل بينما هو اليوم تخطى الستين ألفاً وفق تقديرات الأمم والهيئات الدولية التي تبقى قاصرة أيضاً عن إحتساب من تمت تصفيتهم في السجون والمعتقلات أو المفقودين الذين لم يعد لهم أي أثر، وكان السوريون لا يزالون يعيشون في بيوتهم قبل أن يهجروا ويشردوا بمئات الآلاف إلى الدول المجاورة مثل لبنان وتركيا والاردن، وهم يعانون من ظروف معيشية صعبة جداً فضلاً عن ملايين المهجرين في الداخل السوري".
ونبّه من أن "حال الانقسام قد بلغت عن الواقع مرحلة متقدمة على ما يبدو إذ أن رزمة الخطوات التي تم إقتراحها بالأمس وسميت "مبادرة سياسية للخروج من الأزمة" لا تعدو كونها إعادة لما سبق أن نفذ بشكل مشوه في المرحلة الماضية"، لافتا الى أن "الدستور الجديد والاصلاحات الشكلية والاستفتاء والانتخابات الوهمية كلها نفذت في السابق ولو فوق جثث أبناء الشعب السوري وعلى أشلائه وفوق ركام المدن والقرى التي شهدت تدميراً منهجياً ومنظماً؟"
وسأل "ما هي الاقتراحات الجديدة التي تم تقديمها؟ لقد مضى الزمن على هذه الخطوات التي كانت مطلوبة قبل إندلاع الأزمة أو أقله رداً على المطالب الشعبية التي قوبلت بالحلول الأمنية والقمعية. إن هذه المقترحات هي التي تعتبر فقاعات صابون لأنها لم تعد تعالج عمق المشكلة وهي غير قادرة على إنتاج حلول جذرية هي بكل واقعية وبساطة رحيل النظام."
ورأى أن "أي تفكير بما هو أقل من ذلك، أي رحيل النظام، يضع سوريا أمام منعطفات كبرى وأمام دورات جديدة من العنف ستكون بمثابة ترجمة للخطاب الأوبرالي المكرر. لقد أقفل هذا الخطاب الباب أمام كل المبادرات السياسية العربية والدولية، على هشاشتها، وسبق أن دفن النظام المبادرة تلو المبادرة للاستفادة من حالة التخاذل الدولي لمزيد من الاطباق على الشعب السوري الصامد والمقاوم!".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك