نصرالله: لا في 30 يوما او 300 سنة سيوقفون المتهمين وكل ما يصدر عن المحكمة عدوان نرفضه

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله انه "لا يمكننا الغاء المحكمة الدولية لانها صادرة عن مجلس الامن الذي تحكمه الادارة الاميركية"، معتبراً ان "لتوقيت القرار الاتهامي هدف خاص".

واعتبر نصرالله أنه "لا في 30 يوما او 300 سنة سيوقفون المتهمين ونعتبر كل ما يصدر عن المحكمة عدوانا نرفضه وستذهب الأمور الى المحكمة الغيابية والحكم جاهز والأمر مرتبط بالسياسة والوظائف والحرب النفسية"، مشددا على انه "للمقاومين تاريخ مشرف والقرار الاتهامي هو خطوة في مسار طويل بدأت تظهر معالمه بعد هزيمة اسرائيل في حرب تموز".

ورأى ان لمسار المحكمة الدولية مجموعة من الاهداف منها احداث فتنة وتحقيق حرب اهلية في لبنان بين السنّة والشيعة كاشفا عن انه من "اشكالاتنا الاساسية على التحقيق الدولي انه اخذ مسارا واحدا الاول كان سوريا والضباط الاربعة ثم انتقل الى مسار "حزب الله" ولم ينظر قط في فرضية المسار الاسرائيلي"، معتبراً ان "القاضي بلمار او احد في المحكمة لم يحرك ساكنا تجاه ما قدمناه من أدلة وبراهين عن تورط اسرائيل".
واكد نصر الله ان التحقيق مسيس والمحكمة مسيسة، مشيراً الى انه بدل التحقيق مع الاسرائيلي قامت لجنة التحقيق الدولية بالتعاون معه.
وسأل بلمار "لماذا قامت اللجنة بنقل 97 كمبيوتر يحتوي على اعترافات ووثائق سرية الى لاهاي عبر اسرائيل؟ ولماذا لم تتم عملية النقل من خلال مرفأ او مطار بيروت؟"، محذراً من ان اسرائيل هي من اكثر الدول المتطورة على المستوى التكنولوجي في المنطقة.
واعتبر نصر الله ان اي تحقيق منصف يجب ان يعتمد على ضباط ومستشارين محايدين بالحد الادنى، لافتاً الى ان "هذا التحقيق الدولي يقوم على ضباط وخبراء لديهم خلفية سلبية تجاه الحركات المقاومة والاسلامية، ولهم صلة بالمخابرات الاميركية والبريطانية".
وكشف عن خبير يعمل تحت يد بلمار كان ضابطاً في الـ "CIA" وهو مسؤول عن مجزرة بئر العبد في لبنان سائلا "هل الطاقم الذي مع بلمار مؤهل للقيام بالتحقيق"؟، اكد ان فساد المحققين لا يؤدي الى الوصول الى الحقيقة.
وكشف عن وثيقة تشير الى نائب رئيس لجنة التحقيق الدولية "غيرتهارد ليمن" يبيع وثائق واعترافات مقابل مبلغ من المال، سائلاً "اذا بالاموال يخون ثقة الشهود فماذا يقوم بالحقائق والمعطيات؟
وكشف نصرالله عن ان "بلمار عمل شخصيا، ومن خلال عدد من المسؤولين على رفع المذكرة الحمراء لدى الانتربول الدولي بحق زهير الصديق، مؤكداً انه لدى "حزب الله" الادلة على ذلك.
واكد نصر الله اهمية سرية التحقيق للوصول الى الحقيقة، مشيرا الى ان "الجميع يعلم أن هذا التحقيق لم يكن فيه شيء من السرية"، كاشفا عن تسريب للمعلومات متعمد من قبل لجنة التحقيق الدولية والمحكمة لأن المطلوب تشويه صورة المقاومة.
واشار الى ان لـ"14 اذار" من يسرب المعلومات لها من داخل لجنة التحقيق الدولية، معتبراً ان كل هذا التسريب يؤدي الى الطعن بمصداقية ونتائج التحقيق.
واكد نصر الله ان هناك توظيف سياسي للقرار الاتهامي خدمة لفريق سياسي وليس الحقيقة، مشيراً الى ان "الاسماء الواردة في مذكرات التوقيف متطابقة مع ما ورد في ديرشبيغل والتفلزيون الكندي".
واشار الى ان "صدور القرار الاتهامي أتى لتعطيل منح الثقة للحكومة الجديدة"، لافتاً الى انهم كانوا يراهنون على فشل الاكثرية الجديدة على تأليف الحكومة.
الى ذلك، لفت نصر الله الى ان المطلوب كان اسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بأي ثمن ممكن، مشيراً الى ان القرار الاتهامي اتى ليكون سلاحاً بيد الفريق الاخر لاسقاط الحكومة.
وشدد على ان "هناك الكثير من الريبة حول القوانين التي تعمل على اساسها المحكمة الدولية"، نافياً وجود اي انصاف عند المدعي العام او المحكمة الدولية والدليل ما جرى مع الضباط الاربعة.
وسأل "هل تتوقعون من هذه المحكمة ان تنصف من قتل اسرائيل؟"، مؤكداً ان "رئيس المحكمة "انطونيو كاسيزي" هو صديق عظيم لاسرائيل بحسب شهادة احد اصدقائه الكبار"، لافتاً الى ان كاسيزي يعتبر ان اسرائيل تحترم القوانين وحقوق الانسان فيما اعمال المقاومة هي ارهابية.
واشار نصرالله الى ان "هناك قرار اتهامي صدر بحق عدد من المقاومين وبعضهم له تاريخ عريق في مقاومة الاحتلال".
واضاف نصر الله "للناس اقول لهم كل شيء تسمعونه، لاسيما ما تحدث عنه الاسرائيلي عن ان لبنان في عين العاصفة، هو غير صحيح،" مشدداً على ضرورة تحلي اللبنانيين بالوعي.
وشدد على انه "لن يكون هناك فتنة بين اللبنانيين لاسيما بين السنة والشيعة"، مؤكداً اهمية وجود حكومة مسؤولة وموثوقة وجاهزة للتعامل بروح وطنية مع حدث بهذا الحجم وان تكون بعيدة عن الكيدية داعيا الى المحافظة على هذا البلد.
وأكد انه لا شيء يدعو الى القلق فكل الجهات المحلية حريصة على الاستقرار مشيرا الى ان اللعبة الدولية كانت دائما مع 14 اذار متوجها اليهم بالقول "لا تحملوا حكومة ميقاتي في هذا الملف ما لا تستطيع تحمله"، مضيفاً "لو الحكومة من 14 اذار هل استطاعت تنفيذ المذكرات؟"
وقال "اقبلوا من الرئيس ميقاتي ما قبل الحريري بالتخلي عنه لافتا الى ان "الامور ستذهب الى المحكمة الغيابية والحكم جاهز والامر مرتبط بالسياسة والوظائف والحرب النفسية"، داعياً جمهور المقاومة الى عدم القلق.
واكد ان المقاومة في لبنان غيرت النظرية الامنية الاسرائيلية، داعياً جمهور المقاومة الى الصبر على اي استفزاز.
وشدد نصر الله على ان مسار التحقيق لم يكن مهنياً يوماً، مؤكداً انه "لن ينالوا من صورتنا وإرادتنا".
وقال "اننا نرفض المحكمة وكل ما يصدر عنها من اتهامات واحكام باطلة ونعتبرها عدوانا علينا وعلى مقاومينا ولن نسمح لها باضعافنا والنيل من كرامتنا او تجر لبنان الى الفتنة والحرب الاهلية".
وأخيرا، لفت نصر الله الى انه "قبل القرار الاتهامي وبعده وقبل المحاكم وبعدها المقاومة راسخة وثابتة وقوية وهي احسن حالا من اي زمن مضى ولا تقلقوا عليها او منها".