مربع "حزب الله" الأمني تمدّد نحو الجامعة اللبنانية في الحدث ودون شكّ في غيرها أيضا. فقد تحوّل فرع الجامعة في الحدث وهو الفرع الموحّد، الى فرع لا يوحّد أهدافه إلا باتجاه ما يريده المحظيون منهم، حتى بات من أملاكهم الخاصة، يحتفظون به بمكتب خاص وبتجهيزات مسروقة من الجامعة نفسها أو منغيرها.. تحت أنظار المعنيين.
جامعة يعشش فيها التزوير والتهديد و"التحشيش"، داخلا من بوابتها الواسعة المطلّة على ضاحية بيروت الجنوبية، التي تفوح منها بشكل واضح "كالشمس"روائح فضائح تصنيع المخدرات في مصانع الـ"كبتاغون" وغيرها من السموم البيضاء. وقد تمثل الجامعة اللبنانية في الحدث الفرع الوحيد الذي يجمع شباب لبنان من كل الأحزاب والإتجاهات ومن كل المناطق اللبنانية، وعليهم فتحت الضاحية الجنوبية حربها لضرب شبابها.
إن عجزوا بالسلاح، فبالمخدرات.. لمَ لا، إذا كان "حزب السلاح" سيلقى نتيجة واحدة بنوعين من السلاح، الأول يقمع ويرهب والثاني يُخضع ويُدمن. وإن كانت الدولة اللبنانية التي يسيطر عليها "حزب السلاح" بعد انقلابه على الشرعية، ملتزمة بالصمت المطبق حيال كل الفضائح التي تحصل في فرع الحدث، ربما مرغمة، فإن منظمات الشباب كانت متيّقظة لكل هذه التفاصيل وقد عملت منذ سنوات على مكافحة هذه الآفة الخطيرة التي تدمر المجتمع.
ولما كان الشباب هم ركن المجتمع وأساس المستقبل، وقع الإختيار عليهم لبيعهم المخدرات وسلبهم أموالهم للإستفادة منها لأغراض ربما إنقلابية.. إنها حرب "حزب السلاح" على كل لبنان، ومقاومة "حزب السلاح" في وجه الداخل.. كيف ينظر رؤساء المنظمات الطلابية الى هذه الخطوة وكيف يقيّمونها؟ وهل يتّبعون خطة معيّنة لمواجهة آفة المخدرات في الجامعات؟
في هذا الإطار، تمنى منسق قطاع الشباب في تيار "المستقبل" وسام شبلي أن "تلعب القوى الأمنية دورا فاعلا لمتابعة هذه الشبكات التي تشكل خطرا على حياة الشباب واللبنانيين وتخلق آفات في المجتمع". وأسف "لكون هذا الموضوع كما كل المواضيع في لبنان، حيث لا تملك الدولة خطة واضحة لمتابعة الملفات الحساسة التي تتعلق بالشباب وهم مستقبل البلد". وإعتبر شبلي أن "ما يحصل خطر جدا ولكن ما هو أخطر، أن المخدرات وصلت الى الجامعة اللبنانية، ومعروف أن هذا الجو بعيد عن الجامعة اللبنانية وليس منتشرا فيها"، متسائلاً "ما إذا كان صدفة أو عملاً منظماً أن تنتشر المخدرات في فرع الحدث حيث نسمع كل فترة عن شبكة يتم كشفها في المنطقة المحيطة بمجمع الحدث"، موضحاً انه "بغض النظر عن اختلاف شباب لبنان بالرأي مع قوى الأمر الواقع وتحديدا منهم "حزب الله" الذي يسيطر على الجامعة بطريقة فوقية وبقوة السلاح، فإن الحياة الطلابية تغيب عن الجامعة حيث هم موجودون وتغيب الحريات ويمنع التعبير عن الرأي والنشاطات، إلا بإرادة من الحزب".
شبلي يرى أن "لا داعي لأن نضع الخطط ونرهق أنفسنا طالما لا يمكننا التعبير عن رأينا في الجامعة اللبنانية حيث تسيطر الميليشيات في الداخل".
ويرى رئيس مصلحة طلاب "القوات اللبنانية" نديم يزبك أنها "ليست الطريقة المناسبة للحدّ من عملية تجارة المخدرات، فالقبض على الفاعلين لا يمنع مثل هذه العمليات". ويشرح بأن "هذه العملية منظمة وممنهجة، ليست فعلة طلاب جامعات يبتغون المال من بيع المخدرات، وهنا يجب الرجوع الى الأصل، اي الى الجهة التي تديره وتتأكد بأنه يتفشى وينتشر أينما كان وليس فقط في الجامعة اللبنانية".
يشدد يزبك على "ان "حزب الله" يتحدث بهذه العمليات بشكل فاضح من زراعة الى بيع أو تطوير المخدرات، فهو الذي يملك معامل لهذه الغاية"، ويتابع "عندما يتم إلقاء القبض على شقيق الوزير محمد فنيش أو شقيق النائب حسين الموسوي دون أن "يرفّ جفن" الحزب، وحين تقول وزارة الخزانة الأميركية أن "حزب الله" لديه معامل متطورة في كولومبيا والمكسيك، فإن هذه أدلة كافية".
ويكشف أن "إحدى بوابات الفرع الموحّد في الحدث مفتوح على الضاحية وهو المدخل الغربي، وما يحصل داخل الجامعة هو تنفيذ لأوامر حزبية واضحة لأن المخدرات هي جزء من إيرادات "حزب الله" اليوم في معركته التي يدّعيها في وجه إسرائيل أو لبنان أو "القوات" أو في وجه الشعب اللبناني كله". ويعقّب "إن المخدرات هي سلاح يفيد الحزب من ناحيتين، من جهة يؤمن له المدخول المالي لدفع رواتب عسكره وموظفيه والناس وتأمين الرشاوى، ومن جهة اخرى هو يستعبد مروجي المخدرات". ويضيف "ما يقوم به الحزب في الجامعة ليس سوى جزء بسيط مما يقوم به في كل لبنان، فقد دخل تجار المخدرات الى مناطقنا ليبيعوا شبابنا". ويشير الى أن "حزب "القوات" ينظم حملات توعية داخلية بالتعاون مع جمعية "جاد" و"أم النور" للحد من تفشي مخدرات "حزب الله" داخل مناطقنا، وهذا على صعيد لبنان عموما، لأننا واعون لهذه الفكرة".
وتوجه يزبك الى الدولة قائلا "إذا كان باعتقادها أنه مع إلقائها القبض على شابين وختم كافيتيريا بالشمع الأحمر ستتمكن من منع بيع المخدرات في الجامعة اللبنانية أو في لبنان، فهي مخطئة، الطريقة الفضلى لذلك هي توقيف من يرعى ومن يدير هذه الجريمة، من كبيرهم الى صغيرهم".
ويثني بدوره رئيس منظمة الطلاب في حزب "الوطنيين الأحرار" سيمون ضرغام على "ضرورة القيام بخطوة إقفال الكافيتيريا، وكان من المفترض أن يقوم بها الأمن منذ فترة طويلة، خصوصا أن هذه المجموعة الحزبية تتصرف بشكل ميليشياوي لفرض رأيها ولفرض تصرف معين داخل الجامعة اللبنانية". وقال "كانت هذه المجموعة تهدد الطلاب والأساتذة لا بل بتزوير بعض نتائج امتحانات طلابهم في فرع الحدث". ويؤكد أن "رئاسة الجامعة اللبنانية هي التي فرضت هذا الأسلوب من خلال دعمها لبعض الأطراف السياسية الموجودة داخل الفرع الأول في الحدث". ويقول "انطلاقا من هنا، لا بأس أن القوى الأمنية نفّذت واجبا أمنيا ووضعت حدا لمنع تكرار ما كانوا يروّجون له، لكن من واجب الجامعة اللبنانية أن تتخذ إجراءات ملزمة بحق الطلاب حتى لا يتصرفوا كما يريدون، فقط لأنهم ينتمون الى "حركة أمل" او "حزب الله" بالإضافة الى أن رئيس الجامعة لا يمكنه التخلي عن هذه المجموعة لأنها من وضعته في منصبه".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك