ردّ النائب بطرس حرب على رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون "الذي غمز فيه حول موقفي وموقف الزملاء السابقين إدمون رزق وبيار دكاش في الطائف، متظاهراً أنه يسألنا ببراءته المزعومة والتي أصبحت جزءاً من شخصيته ومناوراته السياسية هل تنازلنا عن ثلث المقاعد المسيحية في المجلس النيابي لمصلحة المسلمين؟ وأردف مزايداً بأنه لا يجوز السكوت عن هذا الأمر".
وأعلن حرب في بيان أنه "تعليقاً على تساؤلات عون غير البريئة يهمني أن أعلن أنني لا يمكنني السكوت على تجني عون على الحقيقة، وبغية وضع الأمور في نصابها، وليس تلبية لدعوته بالجواب"، وسأل "هل أطلق هذه العبارة للإيحاء بأنني وبيار دكاش وإدمون رزق قد تنازلنا عن ثلث المقاعد لمسيحية في المجلس النيابي لمصلحة المسلمين"، متمنيا على عون "التوضيح وعدم اعتماد أسلوب الإيحاءات المبهمة لإيهام الناس بأن أمراً غير صحيح قد حصل بقصد التشكيك في مواقف واضحة جليّة لمسؤولين كرّسوا حياتهم في خدمة بلدهم وشعبهم ولم يقتصر مسارهم على السعي وراء سلطة أو نفوذ أو مال ولَو على حساب مصلحة البلاد والعباد".
وذكّر حرب عون أن "ما اضطر النواب اللبنانيين الذهاب إلى الطائف هو الحال المأساوية التي أدت إليها سياسة المغامرات غير المدروسة التي انتهجها وحركة هجرة المسيحيين الكبيرة من لبنان التي فجّرها. لقد ذهبنا إلى الطائف لإنقاذ لبنان من حال الجنون والعنف التي اجتاحته ولإيجاد المخارج التي تحمي دولة لبنان وتستعيد سيادته وتعيد إحياء نظامه الديمقراطي الذي دمرته المؤامرات التي حيكت ضده، والتي كادت أن تحقق نتائجها نتيجة أحلام البعض بالسلطة والنفوذ والمناصب".
ورأى أن "عون المتسائل يعلم علم اليقين الجواب على تساؤله، لكنه يريد كعادته اتهام غيره بما تسبب هو به".
من جهة أخرى، استغرب حرب "سؤال عون غير البريء حول ما إذا كنا تنازلنا عن ثلث مقاعد المسيحيين للمسلمين, وهو الذي يقدم نفسه سياسيا مثقفا دقيقا. والحقيقة التي يجب أن يعرفها الرأي العام اللبناني، والتي يفترض أن يعرفها كل مثقف ومسؤول كعون، أننا تمكنا في الطائف من تكريس المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في المقاعد النيابية بنص دستوري بعد أن كان الأمر قبل الطائف عرفاً وتقليداً يمكن لأي فريق أن يكسره ساعة يشاء. وأن تكريس المناصفة في المادة 24 من الدستور جعل من المس بمبدأ المناصفة أمراً مستحيلاً".
وأكد ان "حرصنا على إدراج المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في الطائف كنص دستوري شكّل ضمانة للوجود المسيحي الحر والفاعل في لبنان، خلافاً لما كانت عليه الحال قبل الطائف، حيث كانت الأخلاق السياسية والتفاهم الوطني يشكلان ضمانتها الوحيدة، وهي بكل أسف لم تعد متوافرة لدى قسم كبير من المتعاطين في الشأن الوطني العام".
ورأى أن "المزايدات السياسية قد بلغت هذه الأيام التعيسة حدّاً غير مسموح به، ولقد أصبح التلاعب بمشاعر اللبنانيين مسيحيين ومسلمين لإثارة مشاعرهم المذهبية سياسة مرفوضة، فلبنان بحاجة إلى عقلاء مترفعين ليديروا شؤونه الوطنية والعامة وليس إلى مهووسين بالسلطة والمال".
وسأل حرب عون "لماذا يعتمد بعض مناصريه الشتائم الحاقدة كلما اتخذنا موقفاً سياسياً يختلف عن سياستكم، أو كلما ألقينا الضوء على مخالفات يرتكبها مسؤولون من محيطكم أو تياركم. وهل يفتقد مناصروك إلى الحجة والمنطق لمقارعة حججنا، فيلجأون إلى الشتم والإهانة الشخصية، وهل يجوز أن تتحول وسائل الإعلام أو التواصل الإجتماعي لديكم إلى منبر للإسفاف والتجني؟".
وأشار الى أن "المحافظة على آداب التعاطي في الشأن الوطني والسياسي يبقي للبنان ميزته في محيطه، فكفانا تدميراً لها، ولنرتضي أن السيح والأنبياء لم يستطيعوا إقناع كل الناس بآرائهم ولا يمكن لأحد أن يحقق ما عجزوا عنه. فرحمة الله على رجالات لبنان الكبار الذين آمنوا بإخلاص وخاصموا بشرف".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك