المستقبل
ستتيح لنا جلسة مناقشة البيان الوزاري للحكومة التي تبدأ اليوم أن نتفرج على القاعة التشريعية في مجلس النواب.
لا شك أن اللبنانيين اشتاقوا للمجلس النيابي ولمشاهدة النواب "كلهم على بعض" وسيكتشفون أنهم لن يتعرفوا الى معظم ممثلي الشعب.
لماذا يراودنا هذا الإحساس بأن مجلس النواب يشبه الى حد بعيد مطعم "دليفري" ولماذا لا تثق الغالبية من اللبنانيين بممثليها؟
لو قال أحدنا الآن: إشتقنا للنواب، لرد آخر: ها أنتم تفتحون الجرح. ها أنتم تعودون الى نغمة إغلاق المجلس أو تعطيله.
يا أخي، لا نريد أن نفتح جرحاً ولا نرغب في مشكلة مع أحد ولكننا نريد أن نثق بكم، أن نطمئن الى مسيرة الديموقراطية، الى نزاهة التشريع.
اليوم تبدأ جلسات المناقشة. في الشكل تبدو الأمور في إطارها الدستوري ولكن في المضمون هي غير ذلك.
النتيجة "الدستورية" معروفة ولكنها خطرة بقدر ما هي مكشوفة، ولنا أن نستعيد هنا تجارب ماضية كلّفت البلاد أثماناً باهظة.
لا نقصد الإساءة الى أشخاص الوزراء ورئيسهم، ولكننا نريد التأكيد على مخاطر حكومة من لون واحد، حكومة "كسر عضم".
الى أين سيؤدي هذا الصراع السياسي؟ الى أين سيؤدي هذا التطاحن الإقليمي الدولي الأممي؟
مشروعان يتطاحنان بقسوة ولا مجال للتوفيق بينهما. مشروعان متناقضان ولا مجال لانتصار أي منهما إلا بتكسير الآخر.
هذا بلد المستحيل. بلد الأحلام المتكسّرة. بلد الموت. ولكنه أيضاً بلد الآمال التي لا شك ستنمو كما الأزهار في قلب الصخور.