ترك نزوح السوريين والفلسطينيّين القادمين من سوريا الى لبنان انعاكسات أمنيّة على الساحة اللبنانية بدأت تظهر معالمها تباعاً، خصوصاً أنّ الحديث بدأ يدور عن فترة طويلة قبل تبيان نتائج الازمة السوريّة.
أما في لبنان، فقد توجهت الانظار مجدّداً الى المخيّمات الفلسطينيّة، وتحديداً عين الحلوة، وذلك في اعقاب مقتل اثنين من عناصر فتح الاسلام من نازحي مخيم اليرموك في سوريا بعدما عادا الى المخيّم منذ أكثر من شهر، تاركين القتال الى جبهة النصرة ضد القوات النظاميّة السوريّة. وكشفت معلومات أمنيّة عن أنّ هناك 100 مقاتل من فتح الاسلام وجند الشام وبلال بدر وجبهة النصرة والجهاد من مخيّمات الجنوب اللبناني يقاتلون الى جانب المعارضة السوريّة.
وتعتبر مصادر أمنيّة فلسطينيّة أنّ هناك محاولات دؤوبة ومستمرّة من جانب بعض هذه الجماعات لتعكير الاستقرار الذي يشهده مخيّمَي عين الحلوة والمية وميّة وصولاً الى تعميم حالة اللا استقرار على المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان وربط ما يحصل فيها بالاحداث الجارية في سوريا، بحيث تعتقد أنّ ذلك يشكل ضغطاً قويّاً على نظام الرئيس بشار الاسد. الامر الذي استنفر القوى الفلسطينيّة في المخيّمات ومنها حركة فتح التي تمسك بكلّ شاردة وواردة وتقف بالمرصاد لهذه المحاولات التخريبيّة كلّها.
وإذ علم أنّ بعض العناصر من تنظيم فتح الاسلام تفرض وجودها في مخيّم عين الحلوة وتسعى لزجّه في الازمة السورية بالتنسيق مع بعض القيادات الفلسطينيّة المعروفة الولاء، عقد اجتماع طارىء منذ بضعة ايام في مقرّ السفارة الفلسطينيّة في لبنان لمتابعة الاوضاع الأمنيّة في مخيّم عين الحلوة وذلك بحضور ممثلين عن حركة "فتح" وحركتَي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" و"منظمة التحرير الفلسطينيّة" و"تحالف القوى الفلسطينيّة"، وأكد هؤلاء على ضرورة بذل الجهود لتحصين وضع المخيّمات وعدم جعلها وسيلة لاندلاع فتنة أو التخريب على البلد المضيف لبنان. كذلك تفيد المعلومات المستقاة من مراجع أمنيّة أنّ الاجهزة المختصة قامت بوضع تكتيكات امنية تلجم محاولة اطراف خارجية اللعب على وتر المخيمات، خاصة وان لهذه الاجهزة غطاء فلسطينيا شرعيا بملاحقة كل فلسطيني يحاول زعزعة الامن والاستتقرار في المخيمات او لبنان.
وتقول المصادر الفلسطينيّة إنّ اللقاءات التي جرت بين القوى السياسيّة في مخيّم عين الحلوة نتج عنها قرار بإقفال مكتبَي "الصاعقة" و"القيادة العامة لتحرير فلسطين"، فيتحوّل مقرّ "الصاعقة" الى مكتب لـ "لجنة المتابعة الفلسطينيّة" التي تدير شؤون المخيّم كافة، بينما يجري إسكان عائلات نازحة من سوريا في مقر "القيادة العامة" المؤلف من ثلاث طبقات. وتعيد المصادر ذلك الى الاضطرابات الأمنيّة التي شهدها المخيّم في الآونة الاخيرة واعتبرت بمثابة رسائل سوريّة الى بعض الجهات اللبنانيّة بأنّ المخيّمات ما زالت ورقة في يد النظام في سوريا لتحريكها ساعة يشاء.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك