رأت صحيفة "الوطن" السورية انه "لم يعد خافياً أن الصراع القائم حالياً ليس صراعاً بشأن إصلاحات مطلوبة ومشروعة، فهذه حجة سقطت وصارت في متحف النكات وسقط قناعها وبدا الوجه البشع".
ولفتت الصحيفة الى انه كما في الشام كذلك في لبنان، سقط القناع وزالت الضبابية عن الحقيقة فلم يعد من الممكن التعمية على كلام الحق المراد فيه باطل وعن الذين يعيشون على الاستقواء بالخارج على وطنهم وأبناء شعبهم وأمتهم تماماً كما فعلوا منذ ثلاثين عاماً عندما استدعوا إسرائيل لإعادة هيمنتهم على السلطة والمال ويضيفون اليوم مطلباً جديداً هو تغيير جذري في هوية لبنان التي تعمدت بدماء شهداء المقاومة عبر تاريخها الطويل".
واكدت الصحيفة ان "الخيار واضح وسهل جداً في لبنان فإما أن يلتف اللبنانيون حول حكومة تخرجهم من زمن الفساد وتقاسم المال والسلطة والتشكيك بالهوية والقضية مع الاحتفاظ بحقهم بالنقد والتصويب والمعارضة فيما خص إدارة شؤونهم وبناء دولة عادلة حاضنة نظيفة ومنزهة وينطلقون في ورشة بناء دولة لم يتسن للبنانيين يوماً أن يبنوها على صورتهم ومثالهم وعلى صورة ما يطمحون، وإما أن ينغلقوا في مجالس عزاء وبكائيات واسترجاع ذاكرة كما يفعل التلموديون منذ قرون".
وختمت الصحيفة بالقول "يبدو أن اللبنانيين قد اختاروا أن ينفضوا كل الغبار عن هويتهم وأحلامهم وينتفضوا على من أراد أن يحول لبنان إلى "مبكى" ويحول اللبنانيين إلى متهمين بالقوة بانتظار قرار يحولهم بالتقسيط إلى متهمين بالفعل".