عبيدة فارس لـ الجريدة: النظام السوري يحاول فرض أمر واقع بالسلاح كما تفعل إسرائيل
عبيدة فارس لـ الجريدة: النظام السوري يحاول فرض أمر واقع بالسلاح كما تفعل إسرائيل
الجريدة

اعتبر المعارض السوري عبيدة فارس انه "من الواضح أن الخيار الأمني هو الخيار الذي تُجيده السلطات في سورية وتفضله، وتحاول أن ترسم معادلاتها السياسية على إيقاعه".

وأكد فارس، الذي يشغل منصب مدير "المعهد العربي للتنمية والمواطنة" في لندن، في تصريح لـ”الجريدة”، انه “رغم كل الحديث في دمشق عن الحوار وعن الحلول السياسية للأزمة، فإن الجهود المبذولة من طرف السلطة لإظهار حسن النوايا مازالت محدودة أو غائبة”.

وأوضح فارس أنه حين أرسلت السلطات الدعوات للمشاركين في اللقاء التشاوري الذي سيعقد يوم الأحد المقبل تحضيرا لـ"مؤتمر الحوار الوطني"، "توجّهت الدبابات إلى حماة، في عمليّة تحمل معنى انتقاميا مباشرا، بعد التظاهرة الكبرى التي شهدتها المدينة يوم الجمعة الماضي، وتم عزل المحافظ (أحمد خالد عبدالعزيز) الذي سمح بأول تظاهرات في البلاد بدون عمليات القتل التي تمارسها الأجهزة الأمنية وميليشياتها المسلحة، واستبدل بوليد أباظة الذي كان من القائمين على مجزرة حماة عام 1982، حيث كان رئيس فرع الأمن السياسي".

وأشار المعارض السوري إلى أن "هذه الإجراءات تعكس سيطرة التيار الأمني الذي يؤمن بالحلول الدموية وحدها، فالحوار الذي تقدمه دمشق للشارع هو حوارٌ مع الدبابات وتحت فوهات البنادق".

وقال فارس: "لقد تعوّدت السلطة اتباع سياسة الأمر الواقع، وهي ذات السياسة التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تحاول فرض سياسات الأرض بقوة السلاح، وتجبر الأطراف المختلفة على التعامل مع هذا الواقع، لكن الشارع أدرك هذه السياسة، ويقوم بتنفيذها من طرفه أيضاً، فاستمرار المظاهرات السلمية واتساعها يؤكّد أنه لا مجال لعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 15 اذار عندما بدأت الاحتجاجات؛ ولا مجال لتنفيذ استراتيجية الثمانينيات عندما نفّذت السلطة ذاتها مجازر راح ضحيتها أكثر من 45 ألف ضحية على الأقل في كل سورية، وقدّم لها المجتمع الدولي حماية لتستمر في السلطة ثلاثين عاما إضافية؛ مكرساً نهج الهروب من العدالة".