لفت رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنلاط إلى أنّ "السودان دخل مرحلة سياسيّة جديدة بعد تثبيت التقسيم الى شطرين وبعد الاعتراف الدولي الواسع بدولة السودان الجنوبي، وذلك بعد عقود طويلة ومريرة من الصراع والاقتتال الدموي الذي خلّف وراءه مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمعوقين والمشردين والمهجرين، في ظل ظروف حياتية ومعيشية صعبة جداً على الرغم من توافر الموارد الطبيعية والثروات العديدة في السودان".
جنبلاط، وفي موقفه الاسبوعي لصحيفة "الانباء"، دعا كي تكون "ثروات السودان الكبيرة ومنها النفط مصدرا للتنمية لكل أهالي السودان وجنوب السودان، ومدخلاً لمكافحة الفقر والأمية والتخلف والجهل الذي تحكم بمصير هذه البلاد لسنوات طويلة، ولتكن مناسبة للخروج من مستنقع الحروب الأهليّة التي قضت على كل مكونات وعناصر السودان وأدّت الى تراجعه على المستوى الاقتصادي والمعيشي".
واعتبر جنبلاط أنّ "دولة السودان الجنوبي، بقدر ما هي تتوق الى الاستقلال والانفصال منذ سنين وتناضل في هذا الإتجاه منذ عقود، بقدر ما هي مدعوة، مع جمهورية السودان الى الحوار الجدي لايجاد الحلول السلميّة لكل النزاعات والمشاكل العالقة والمتفاقمة، ومن بينها الصراع حول منطقة أبيي الغنيّة بالنفط، لكي يُستفاد من هذه الموارد لأهداف تنموية بدل أن تكون عنواناً للغرق مجدداً في الاقتتال".
وذكّر جنبلاط بأنّه "قد سبق وأن حصل إنفصال في تشيكوسلوفاكيا، وتحوّلت تلك الدولة الى دولتين مستقلتين هما تشيكيا وسلوفاكيا، وكانت هذه التجربة مهمة جداً في كيفيّة تحقيق الانفصال السلمي ومن ثم التعايش بعد الانفصال، لأنه لا مناص بفعل الجغرافيا السياسيّة من حصول هذا التفاعل بين جمهوريتي السودان الشمالي والجنوبي، وبناء سياسة واضحة مغايرة للتصريحات المتناقضة التي تصدر عن الرئيس السوداني عمر البشير في هذه الأيّام".
واعتبر جنبلاط أن "اعتماد النظام التعددي الديمقراطي في السودان وجنوب السودان، والارتكاز الى الحوار في معالجة القضايا الخلافيّة وتعزيز التفاعل الاقتصادي والاجتماعي، هو كفيل بتحقيق هذا التقارب وتفادي الانزلاق الى الحرب مجدداً، وهو طريق أنجع من الاستفراد بالقرار الآحادي".
وفي الشأن الليبي، رأى جنبلاط أنه قد "آن الأوان للعقيد معمر القذافي أن يرحل ويغادر الحكم في ليبيا ليترك شعبه يعيش بإستقرار بعد أن حكمه لمدة 42 عاماً من دون إنقطاع"، مشيراً الى أنه "من حق الشعب الليبي أن يحلم بالتغيير وأن يحققه وأن يتجه نحو مرحلة جديدة مختلفة تماماً عن المرحلة السابقة يكون عنوانها الرئيسي الحريات والديمقراطيّة والتنمية الانسانيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة عبر الاستفادة من الموارد الغنيّة لليبيا بدل إقحامها في مصالح الدول وصراعاتها على النفط".