الأنباء
رأى القيادي في تيار "المستقبل" عضو الأمانة العامة في قوى "14 آذار" النائب السابق مصطفى علوش انه من المرجح ان تجري المحاكمات غيابيا بحق المتهمين في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء ثورة الأرز، وذلك لاعتقاده انه حتى ولو كان باستطاعة الدولة اللبنانية تنفيذ مذكرات التوقيف بحق المتهمين فإن "بلطجة" حزب الله في التعامل مع القضاء الدولي ستحول دون ذلك، من خلال تهريبهم من لبنان إما الى سوريا وإما إلى إيران لتواريهم عن أنظار العدالة، معتبرا من جهة اخرى انه سواء رضي حزب الله بتسليم المتهمين او لم يرض فالمسألة تبقى معنوية اكثر منها مادية، بمعنى آخر يعتبر علوش ان اعتقال المتهمين والاقتصاص منهم لن يعيد الرئيس رفيق الحريري وسائر الشهداء الى الحياة ولن يُبلسم جراح الشهداء الأحياء، لكن الأهم هو ان المحكمة الدولية كشفت أمام العالم واللبنانيين عمن أمر وخطط ونفذ جرائم الاغتيالات السياسية بحق قياداتهم.
ولفت علوش في تصريح لصحيفة "الأنباء" الى ان تبلغ لبنان مذكرات التوقيف بحق المتهمين يصبح وفقا لبلطجة حزب الله في تعامله مع المحكمة الدولية وقرارها الاتهامي مجرد شكليات غير قابلة للتنفيذ، وبالتالي فإنه من المتوقع ان تقدم الحكومة الميقاتية على تنفيذ مسرحية متفق عليها ما وراء الكواليس بالبحث عن المتهمين وخروج الرئيس ميقاتي منها بطلا قوميا ليقول "حاولت تنفيذ المذكرات لكن حال عدم وجود المتهمين على الأراضي اللبنانية أدى الى عدم حصول ذلك، وإلا لكان تم توقيفهم وسوقهم الى العدالة، مؤكدا ان مثل تلك المسرحيات لن تنطلي على اللبنانيين ولن تثبت مقولة متابعة الحكومة لمسار المحكمة الدولية، كما جاء في البيان الوزاري، كما انها لن تقنع اللبنانيين باحترام الرئيس ميقاتي للقرارات الدولية والسهر على تنفيذها، معتبرا بناء على ما تقدم ان الفريق ميقاتي في الحكومة لن يكون أمامه سوى خيار المسرحيات كي يستطيع التعايش مع حزب الله وحلفائه داخل مجلس الوزراء.
على صعيد آخر، وردا على سؤال حول ما يشاع ان الهدف من وجود ملفين جنائيين أمام محاكم الجنايات الدولية الأول متعلق باغتيال الرئيس رفيق الحريري والثاني بما يسمى بالجرائم بحق المعارضين في سوريا هو خطوة الى الأمام في تنفيذ "الشرق الأوسط الجديد"، أعرب علوش عن ترحيبه بأي "شرق أوسط جديد" خال من مجرمين متلطّين وراء سطوة حزب مسلح وخال من الطغاة أمثال النظامين السوري والإيراني.
وعن زيارة الرئيس ميقاتي المرتقبة لسوريا، أكد علوش ان أقل ما قد يقدم عليه الرئيس ميقاتي هو زيارة النظام السوري كونه الراعي الأكبر للحكومة الميقاتية بهدف إعرابه عن امتنانه وشكره لمن أتاح له فرصة الوصول الى سدة رئاستها ولو على حساب قناعة اللبنانيين الذين أوصلوه الى الندوة البرلمانية، هذا من جهة معتبرا من جهة ثانية ان أحد الأهداف الأساسية من زيارة الرئيس ميقاتي لسوريا هو توجيه رسالة الى المجتمع الدولي بأن الحكومة اللبنانية تدعم النظام السوري في مواجهة عزلته الدولية، لاسيما في ظل أزمته الداخلية، وذلك بمثابة تسديد لفاتورة ترؤسه الحكومة، مستغربا في الوقت عينه ربط ما يسمى بالأكثرية اللبنانية وفي مقدمتها الرئيس ميقاتي مصير لبنان بمصير أنظمة إقليمية تشرف على الانهيار.
وختم علوش لافتا الى انه في حال سقوط النظام السوري أمام هول الانتفاضة الشعبية فإن المعادلة السياسية في المنطقة ستتبدل معالمها بشكل ينهي مشروع الهلال الشيعي الذي تسعى إيران الى ترسيخه في المنطقة، وبالتالي فإن حبل السرة الذي يربط حزب الله بإيران بواسطة سوريا سواء لجهة إمداده ماليا او عسكريا سينقطع ما سيؤدي حكما الى كسر شوكة سلاحه غير الشرعي، هذا من جهة ومن جهة ثانية أعرب علوش عن وجود احتمال مغاير لما تقدم ألا وهو إقدام إيران على خطوة في المجهول لاستدراك سقوط حليفها الأكبر في المنطقة، ما سيشكل كارثة عسكرية في المنطقة.