بعد ست سنوات من ذاك اليوم الأسود الذي كاد أن يحمله على الأكف الحاقدة إلى من سبقه من شهداء، ست سنوات لم تنسه مشاهد موته التي أرادوها حتمية ففشلوا، كما لم تفقد وزير الدفاع السابق الياس المر الأمل والإصرار على معرفة الحقيقة.
"من حقي أن أعرف لماذا فجروني" يقول المر، ويضيف "لست حاقدا على أحد، لأن المؤمن لا يحقد لكني أصر على العدالة لأعرف لماذا "تفجّرت" وغيري "تفجّر" ومن أجل أن يتوقف هذا المسلسل حتى يعيش أولادنا في لبنان بأمن وسلام واطمئنان". المر تحدث عن علاقته بالرئيس ميشال سليمان منذ كان مقدما في مديرية الاستخبارات مرورا بقيادة الجيش وصولا إلى رئاسة الجمهورية، لينتهي إلى شعور بالمرارة حيال ما آلت إليه الحال وليس بالندم على ما كان وما صار. وروى المر في حديث إلى "الجمهورية" كما أرادها ويحلم بها، قصة ما جاء في "ويكيليكس" وتفاصيلها " أنه في 7 أيار وقعت أحداث بيروت، فنزل "حزب الله" بالسلاح وحصل إطلاق نار ومات مئة شخص، ودمّرت بيروت والجيش لم يتدخل. وجاء آنذاك سفراء فرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة والمجموعة الأوروبية والأمم المتحدة إلي كوزير للدفاع ليعلموا لماذا لم يتدخل الجيش ، وعندما تكون جالسا بين سفراء وأمامك شخص يعتبر مشروع رئيس جمهورية، فإما تقول لهم حقيقة ما حصل وتكون بذلك قطعت نهائيا حبال التعاطي مع كل هذه الدول لتكمل تسويق مشروعك السياسي لجهة انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، أو تحاول أن تسايرهم في المناخ الذي جاؤوا فيه في ذلك اليوم لأنهم كانوا في حال من الهلع والغضب، وتريحهم لأن هذا فنّ التفاوض، لتتمكن في الجلسة الثانية بعد مرور أسبوع أو اثنين، من إعادة طرح الموضوع أمامهم حتى لا يعتبروا أن كلامك لا يحمل صدقية، وهذا ما حصل"، من دون أن يخفي عتبه على الرئيس وعلى فريقه، وهو الذي استغرب كيف أن أحدا "لم يرفع سماعة الهاتف ليعرف الحقيقة "بعد ما نشر عن وصفه سليمان بأنه ضعيف".
"لا أشعر بالندم" قال المر "ولو جرت اليوم انتخابات رئاسية أصوت لسليمان مجددا"، غير أنه توجه إليه بنصيحة ألا وهي "تحكيم ضميره في كل ما يقوم به" باعتبار أن "الحكومات تذهب وتأتي لكن القرار الصحيح وحده يبقى".
ومن هنا، لا بد من أن يتوقف الوزير الأسبق عند الحكومة الميقاتية الجديدة، والتي رأى أن هدفها الأساس هو إسقاط المحكمة الدولية "حتى لا نضحك بعضنا على بعض"، من دون أن يخفي تشكيكه فيها وفي بيانها الوزاري، وهو الذي سأل "هل أتعيّن في حكومة تضع بيانا وزاريا إذا قالت فيه "مبدئيا" سأنسحب؟".
وفي الختام، كشف الوزير السابق عن بركة حازها من والده الرئيس كي يحمل مشعل العائلة في انتخابات العام 2013 عله يعود نائبا في الانتخابات النيابية "متسلحا بإيمانه وخبرته في الشأنين الوطني والدولي".