السفير
ذكرت صحيفة "السفير" ان موضوعي الوحدة الوطنية في لبنان وتطورات الوضع السوري يحتل مساحة كبيرة من اهتمام رئيس حركة "أمل" الرئيس نبيه بري وقيادة الحركة، خاصة في ضوء المرحلة السياسية الجديدة التي دشنتها الثقة النيابية بحكومة نجيب ميقاتي، فالحركة التي تنفست الصعداء بعد مبادرة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الى رسم "خط أحمر" إزاء أية محاولة لخلق شرخ في البيت الشيعي، بعد تعمد تسريب وثائق "ويكيليكس" في توقيت سياسي مريب جدا، سرعان ما حفظت للحزب أنه حريص على جعل الثنائية الشيعية، ثنائية متكاملة، تختلف في بعض الجزئيات ولكنها تتلاقى في الاستراتيجيات وهي كثيرة جدا.
في القراءة الحركية أن الخارج وبعدما عصى عليه أن يحقق مراده بالحروب الاسرائيلية المتتالية ضد لبنان منذ العام 1978 وحتى العام 2006، يجهد اليوم للتعويض من خلال محاولة جر لبنان الى المستنقع المذهبي وخيارنا أن نواجهه بمبادئ وثقافة وحراك الامام المغيب السيد موسى الصدر. "ولعل خطوة الرئيس نبيه بري الجبارة بالتخلي عن مقعد وزاري من حصة الشيعة الى السنة، هي خطوة كبيرة جدا وحتى الآن لم يقرأها البعض جيدا، وعندما غادر الرئيس بري القصر الجمهوري في بعبدا، دعا الى اجتماع استثنائي لهيئة الرئاسة في حركة "أمل" في عين التينة، وقد قدم خلاله الأسباب الموجبة التي جعلته يتخذ مثل هذا القرار."
صحيح أنه طرحت على الطاولة المخاوف، "لكن بدا الرئيس بري عازما على عدم العودة عن الخطوة التي اتخذها من جهة، ومن جهة ثانية، حث الحركيين على عدم التراجع عن خيار المطالبة بكل المعارك السياسية والمدنية الهادفة إلى إخراج الحياة السياسية اللبنانية من اسر النظام الطائفي الذي صار مشروع حرب أهلية متجددة، بعدما استنفد أغراضه".
وقد أجمعت قيادة الحركة على أن رفع شأن الطائفة الشيعية يكون أيضا من خلال إشعار الآخر بمسؤولياته أكثر من أي وقت مضى. "لقد كنا نتوقع ايجابية على مستوى جمهورنا، ولكن ليس بالحجم الذي لمسناه، فهناك من وجد نفسه صغيراً جداً أمام خطوة بهذا الحجم ولم يخجل في نقل هذه الصورة إلينا عبر قولهم إن الرئيس بري وضعنا في "كشتبان" من المياه وهو يسبح في المحيط الأرحب، وتصرفه دعوة للجميع لأن تكون ممارستهم بحجم الوطن، وهذا كلام سمعناه من قياديين.. ومن نخب أساسية."
على الصعيد السوري، ثمة قراءة شاملة تختصرها شخصية قيادية في "أمل" بالآتي: "لا خوف على النظام السوري، فهو يمتلك من عناصر القوة، السياسية والاقتصادية، ما يؤهله للصمود في مواجهة كل التحديات والاستهدافات، الداخلية والخارجية".