اللواء
في إطار الاجتماعات التي تعقدها منذ تشكيلها بعد الاجتماع المسيحي الثاني الذي استضافته بكركي برعاية البطريرك بشارة الراعي، تلتئم لجنة لم الشمل المسيحي السباعية التي تضم نواباً من فريقي 8 و14 آذار في بكركي اليوم الخميس لاستكمال البحث في المهام التي كلفت بها وفي كل ما يتصل بمصلحة المسيحيين وتعزيز دورهم وحضورهم على المسرح السياسي إلى جانب شركائهم في البلد·
وأشارت المعلومات المتوافرة لصحيفة "اللواء" من مصادر قريبة من البطريركية المارونية أن هناك اجتماعات عديدة عُقدت للجنة دون الإعلان عنها في إطار تنفيذ ما تم التوافق عليه في اجتماعي الأقطاب المسيحيين، وسيكون هناك بحث في كثير من الملفات التي تهم المسيحيين، ومن بينها تعزيز الدور والحضور الداخليين ومعالجة موضوع الشغور في الإدارات العامة، كما سيكون الاجتماع فرصة للتركيز على موضوع التعيينات وضرورة إعادة التوازن الطائفي إلى وظائف الفئة الأولى من خلال إنصاف المسيحيين وإعادة الاعتبار إلى وجودهم في المراكز الأساسية·
وكشفت المعلومات على هذا الصعيد أن بكركي ستطالب رئيس الجمهورية بالعمل على إعادة التوازن الطائفي في وظائف الفئة الأولى، بما يزيل الغبن الذي لحق بالمسيحيين على هذا الصعيد، مشيرة إلى أن اللقاء التكريمي الذي سيقيمه الرئيس سليمان للبطريرك بشارة الراعي بحضور حشد كبير من الشخصيات سيكون مناسبة لإثارة المسائل التي تهم المسيحيين ومن بينها التعيينات وضرورة أن تأتي متوازنة ومنصفة للجميع، وأن تكون حصة المسيحيين مماثلة لحصة الآخرين·
هذا وأشار عضو اللجنة النائب إيلي ماروني لـ "اللواء" إلى أن الاجتماع سيبحث في عدة موضوعات ومن بينها الشغور المسيحي في الإدارة اللبنانية وضرورة معالجة هذا الموضوع، وبما أن اللجنة تضم في عضويتها ممثلين لكل الفرقاء فإنه سيتم البحث في وجوب عدم اللجوء إلى الكيدية في إجراء التعيينات، سيما وأننا كمعارضة سنرفض أي تصرف كيدي واستفزازي قد تلجأ إليه الحكومة في ما خص التعيينات وسنحاول التعويل على دور رئيس الجمهورية ميشال سليمان في أن يكون السد المنيع دون تحويل الإدارة اللبنانية إلى حزب سياسي، لأنها لكل اللبنانيين وليس لفريق محدد· وقال: نحن نفهم أن تكون الحكومة من لون واحد كأكثرية نيابية، لكن لا نفهم أن تتحول الإدارة إلى حزب أو ميليشيا أو فريق واحد لأنها لخدمة كل المواطنين ويجب أن تضم كل الألوان، لا أن تكون محصورة بلون بحد ذاته، وأن يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب·
ولفت ماروني إلى أنه في اجتماعات سابقة للجنة تم الحديث في أهمية توحيد الموقف المسيحي من ملف التعيينات، وكان هناك تفهم لهذا المطلب من قبل المجتمعين· وفي الاجتماع هذا الأسبوع سنرى إلى أين ستصل الأمور في هذا الإطار وكيف ستترجم، لأننا لا نريد كلاماً، بل المطلوب الأفعال أولاً وأخيراً، سيما وأنه لا يمكن الاستمرار بهذا الواقع، وسنؤكد أننا في 14 آذار لا نريد حصة في التعيينات، وإنما هاجسنا ألا يصار تنفيذ سياسة الانتقام والتشفي في أي تعيينات ستحصل وعدم محاسبة الناس وفقاً لانتمائها السياسي·
وشدد ماروني على أن ميزة لبنان وأساس وجوده هو تنوعه الطائفي، وخاصة في ما يتعلق، بوضع المسيحي في الشرق الذين يلعبون دورهم من خلال هذا البلد الذي يتحول كأي دولة عربية إذا غاب الدور المسيحي عنه· والجميع يعلم أن عدداً كبيراً من المناصب المخصصة للمسيحيين قد شغرت لأسباب عديدة ومن بينها منصب المدير العام للأمن العام، ومن حقنا أن نطالب بإعادته إلى المسيحيين لزرع الأمن والاطمئنان وإزالة الهواجس وإشعار الفريق المسيحي بأنه شريك فعلي في هذا الوطن· وهكذا نساعد على تحقيق اللحمة والعيش المشترك حقيقة بين اللبنانيين، ونبعد كل مسببات التباعد والفرقة في ما بينهم ونمحو صفحات الماضي الأليم·