الراي الكويتية
ينظر المطلعون الى حملة اعلامية بدت "منسّقة" وشنّتها وسائل الاعلام المحسوبة على قوى 8 آذار اخيراً والرد العنيف الذي اصدره رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عليها اول من امس كمؤشرين لمطالع المرحلة التي ستنطلق مع بداية الشهر المقبل خصوصاً ان هذا الموعد يكتسب بعداً عملانياً اساسياً يتمثل بتطورات جديدة في ملف المحكمة الخاصة بلبنان ومسارها.
ويقول المطلعون لصحيفة "الراي" الكويتية ان الدفعة الاولى من المتهمين التي وردت في القرار الاتهامي وشملت اربعة من "حزب الله" أمكن احتواؤها او امتصاص مضاعفاتها من جانب قوى 8 آذار عبر اظهار "انتصارها" السياسي في تأليف الحكومة ونيلها الثقة في مجلس النواب. لكن الاستحقاق المقبل الذي سيتمثل في تلقي جواب الحكومة او السلطات القضائية اللبنانية على مذكرات التوقيف ومن ثم نشر القرار الاتهامي كما يتوقع كثر مطلع آب قد يكون مروره بحد مماثل من الاحتواء امراً صعباً جداً، وهو ما يفسر بداية صعود التوتر السياسي والاعلامي من الآن.
وفي رأي هؤلاء المطلعين ان مستوى التشنج بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" مرشح للارتفاع باطراد وتباعاً خصوصاً في ضوء التصعيد النوعي الذي تضمنه رد الحريري على الحملة الاعلامية التي اتهم بها مباشرة "حزب الله" وأمينه العام السيد حسن نصرالله شخصياً، وأدرجها في اطار «حملات الكراهية"، وهو امر غير مسبوق في سياق السجالات وجاء بمثابة رفع للسقف الى ذروته في مقابل الحملات التي استهدفت عائلة الحريري والرئيس السابق للحكومة وشركة "سعودي اوجيه".
ويعتقد المطلعون ان الضحية الكبرى لهذا التطور مع ما يتوقع ان يشهده من حلقات متواصلة اخرى ستكون مشروع رئيس الجمهورية ميشال سليمان للحوار، الذي ولد اساساً وسط شكوك متعاظمة في امكان تحقيقه. اذ يصعب تصور اي امكان لتنظيم طاولة مستديرة في بعبدا مجدداً فيما الجميع يقفون عند مشارف عدّ عكسي للمرحلة التالية من مسار المحكمة الدولية. كما ان قوى 14 آذار تزمع غداً تنظيم مؤتمر قانوني وحقوقي وسياسي مخصص لملف المحكمة من شأنه ان يشكل احدى خطوات المعارضة في المواجهة المفتوحة مع الحكومة وقوى 8 آذار.
ويضيف المطلعون انه بات في حكم المؤكد ان قوى المعارضة لن تتراجع اطلاقاً عن موقفها السلبي من الحوار الذي دعا اليه سليمان وأقله ضمن الشروط التي وضعتها والتي تعني انها لن تقدم اي هدية الى اي مرجع او قوى سياسية من فريق الأكثرية، بل ان المرحلة مفتوحة على مواجهة "بالنقاط".
ومع ان اي تأكيدات لم تصدر بعد لامكان عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان خلال شهر رمضان، فان هذه الخطوة في حال حصولها ستعني ان المناخ السياسي سيشهد الكثير من الحراك والمواقف والتطورات باعتبار ان عودة كهذه مرشحة لأن تواكبها سلسلة مواقف يومية عبر الافطارات الرمضانية في مناخ سياسي يوحي بأن الاجازة الحالية قد تكون "استراحة المحارب" قبل الجولة المقبلة.