أيلول الأسود
المستقبل

شهر ايلول المقبل سيكون الشهر الأكثر شهرة من غيره اذ اننا تعودنا ان نتذكر هزائمنا فننسبها الى هذا الشهر او ذاك.

في الذاكرة نحتفظ لأيلول بموقع جيد لا ينسى. كان ذلك في ايلول من العام 1970 حين اصطدم الجيش الاردني مع المقاومة الفلسطينية واقتلعها فجاءت الى لبنان.

في ذلك الشهر من ذلك العام وبعد قمة عربية طارئة عقدت في القاهرة، توفي الرئيس جمال عبد الناصر الذي كان احتفل في ايلول من العام 1958 بقيام الوحدة بين مصر وسوريا التي انتهت الى كارثة.

المهم، في شهر ايلول المقبل، ستتقدم السلطة الفلسطينية من الامم المتحدة لمطالبتها الموافقة على الاعتراف بدولة فلسطين، وهو أمر لا تزال ترفضه اسرائيل مدعومة من اميركا.

يرى مراقبون متابعون ان ذلك الرفض قد لا يكون نهائياً والموقف اللفظي السلبي منه حتى الآن مرتبط برزمة من التنازلات المطلوبة من العرب.

من الفلسطينيين المطلوب التنازل عن حق العودة للاجئين والموافقة على تبادلات في الاراضي لمصلحة اسرائيل والتنازل عن القدس والاعتراف باسرائيل كدولة يهودية صافية.

ومن عرب "الطوق" المطلوب هو تماماً ما جاء في الموقف السوري الأخير لجهة الاعتراف بدولة اسرائيل (حدود العام 1967) وما جاء في موقف حركة "حماس" التي اعلنت ما يمكن اعتباره تأييداً لخطوة الرئيس محمود عباس.

ولكن ما المطلوب من لبنان؟ على الأرجح سيكون لبنان مطالباً باحتواء الفلسطينيين المقيمين على ارضه، عدا انه سيكون مطالباً بانهاء ثقافة المقاومة التي جاهرت يوماً بأنها وبعد تحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة ستكمل طريقها لتحرير القدس.

إذن، سيكون متوقعاً ان يزداد الخلاف بين اللبنانيين وسيكون السؤال مطروحاً: أيرضى أهل فلسطين وأنتم ترفضون؟.