باسل العود يروي لـ النهار وقائع من مجزرة نروج
باسل العود يروي لـ النهار وقائع من مجزرة نروج
النهار

كان من المفترض أن يلقي مسؤول الجامعات الخاصة في "منظمة الشباب التقدمي" التابعة للحزب التقدمي الاشتراكي باسل العود محاضرة عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أمام زملائه في "اتحاد الشباب الاشتراكي العالمي" في المخيم الصيفي لقطاع الشباب في حزب العمال النروجي الحاكم والذي استضافته جزيرة يوتويا القريبة من العاصمة اوسلو، لكن الشاب التقدمي الذي كتبت له الحياة من جديد بات "الشاهد الملك" على مجزرة رهيبة لم تعرف نروج مثلها، منذ الحرب العالمية الثانية اذ أقدم اندريرس بيرينغ بريفيك البالغ من العمر 32 عاماً المنتمي الى اليمين المسيحي المتطرّف على قتل اكثر من 90 شخصاً وجرح نحو 100 يوم الجمعة الفائت بتفجير مقر الوزارات في اوسلو وقتل العشرات على الجزيرة الصغيرة.


يستهل العود حديثه عن تفاصيل المجزرة بوصف لا يخلو من البعد السياسي معتبراً "ان القاتل استهدف الاعتدال والانفتاح في نروج" ويروي لصحيفة "النهار": "نهار الجمعة الفائت كنت امضي فترة راحة في غرفتي قبل ان اتلقى رسالة قصيرة على هاتفي الخليوي من مسؤول العلاقات الخارجية في منظمة الشباب التقدمي حسام حرب تفيد ان انفجاراً وقع في العاصمة اوسلو. وبعد لحظات توجهنا الى اجتماع لمناقشة الامر، واثناء وجودنا في القاعة سمعنا صوت اطلاق رصاص بشكل متقطع احدث حالاً من الهلع على وقع صراخ احد الشبان "اهربوا".  ولدى مغادرتنا المكان في اتجاه النهر كانت جثة شقيق هذا الشاب على الارض مضرجة بالدماء، وعندما وصلت الى قرب نافذة رأيت شاباً يرتدي لباس الشرطة يطلق النار فأيقنت ان الامر خطير".

 ويذكر العود تفاصيل الهرب من جحيم النار وصولاً الى ضفة النهر بعدما اكتشف خديعة القاتل عبر توجيهه نداء الى الشباب يدعوهم فيه الى الهدوء ويضيف "لم يكن من الممكن وصول الشرطة خلال هذه الفترة الوجيزة وأدركت ان النداء الذي سمعناه كان كاذباً وخادعاً وطلبت من الاشخاص الذين كانوا معي مواصلة السير الى الضفة. وخلال هذه الدقائق كان صوت الرصاص يعلو وكذلك نداءات الاستغاثة من الضحايا. ورأيت كيف كانت اياديهم ترتفع في وجه بندقية القاتل وتطلب الرأفة في الوقت الذي واصل القتل بدم بارد وبات على امتار من موقع مخبئنا، انذاك اقترحت على رفاقي الاستعداد للسباحة. وأرسلت رسالة الى الرفيق حرب قبل ان اضع هاتفي بجانب صخرة على ضفة النهر وطلبت من فتاة وشاب كانا بقربي ان يغوصا في المياه لكن الفتاة اجابتني وهي ترتعش "لا اقوى على السباحة ولدي مشاكل في القلب" ولكن المشهد الراعب تمثل في مقتل جميع الاشخاص الذين كانوا مختبئين على سطح منزل قريب من موقعنا وحينذاك كان الخيار الاخير السباحة".

بعدما قطع الشباب مسافة نحو 25 متراً من الشاطئ كان القاتل قد اقترب منهم وبدأ يطلق النار في اتجاههم. وبعد لحظات وصل مركبان على متنهما رجلا انقاذ ونقلا هؤلاء الى احد المنازل على الضفة المقابلة قبل ان يحضر رجال الشرطة لاصطحابهم الى احد الفنادق. لكن العود فور وصوله ذلك المنزل ارسل رسالة عبر الانترنت الى حرب يطمئنه فيها الى حاله بعد انقطاع بينهما 40 دقيقة "كانت 40 دقيقة أشبه بالأفلام رأيت خلالها قاتلاً مسلحاً برشاشين، تردد انه معجب بقادة اسرائيليين، يستلذ في اعدام العشرات".

 ويشك العود في ان يكون الجزّار بريفيك قد نفّذ جريمته منفرداً لانه ردد عبر جهاز لاسلكي ليقول "المهمة انتهت" اضافة الى ان شخصاً اسود البشرة والشعر شوهد على الجزيرة خلال المجزرة.