السياسة: نائب فرنسي يتهم "حزب الله" باستهداف قوات "اليونيفيل"
السياسة: نائب فرنسي يتهم "حزب الله" باستهداف قوات "اليونيفيل"
السياسة الكويتية
اتهمت اوساط برلمانية فرنسية في باريس الخميس "حزب الله" في لبنان بشن الاعتداء الارهابي الثلاثاء الماضي على جنود فرنسيين في مدينة صيدا، بتكليف من النظامين السوري والايراني اللذين يجدان في مواقف فرنسا ورئيسها نيكولا ساركوزي, عداء معلنا وواضحا للجرائم التي يرتكبها الاول في سورية ضد المدنيين المسالمين، والثاني في العراق وفي اماكن اخرى من العالم العربي مثل اليمن والسودان والصومال, كما ان فرنسا تعتبر رأس الحربة الغربية في خاصرة الملف النووي الايراني منذ البداية".

وأكد احد اعضاء لجنة الشؤون الخارجية والامن في "الجمعية الوطنية" الفرنسية لصحيفة "السياسة" الكويتية ان "التقارير الفورية الواردة من بعثاتنا الديبلوماسية في بيروت وسورية واسرائيل والاردن وتقارير حلفائنا الواردة من وحداتهم العسكرية في "يونيفيل" جنوب لبنان وسفاراتهم في المنطقة, تشير الى جملة عوامل تشكل وقائع محتملة عن تورط "حزب الله" او جماعة فلسطينية تابعة له ولسورية يحميها في لبنان مثل الجبهة الشعبية - القيادة العامة وفتح الانتفاضة وحركتي حماس والجهاد الاسلامي, وهي كلها تنظيمات ارهابية تقيم قياداتها وزعماؤها في دمشق وتتلقى تمويلها من ايران, ولها قواعد عسكرية مسلحة وعملاء في مختلف الاراضي اللبنانية داخل وخارج المخيمات, في الاعتداء الارهابي على فرقة من الجيش الفرنسي في "يونيفيل" في صيدا والذي اصيب فيه خمسة عسكريين, وهو الاعتداء الرابع على قواتنا والقوتين الايطالية والاسبانية خلال السنوات القليلة الماضية والثالث خلال الاشهر الثلاثة الماضية".

وأوضح النائب الفرنسي "ان تلك العوامل المتجمعة في التقارير الاوروبية الديبلوماسية والاستخبارية الواردة من المنطقة تتحدث عن:

- هناك دعوة ملحة من نظام بشار الاسد الى ضرب المصالح الفرنسية في لبنان وسورية والمنطقة بعد مهاجمة سفارتنا في دمشق والاعتداء عليها ومحاولة الاعتداء على ديبلوماسيينا فيها, واعتبار سياسة الرئيس ساركوزي حيال الثورة المندلعة هناك معادية لآل الاسد ونظامهم البعثي القمعي.

- هناك دعوات من ايران منذ زمن بعيد لاستهداف فرنسا حول العالم وخصوصا في لبنان وبعض مناطق الشرق الاوسط, بسبب قيادتها دول الاتحاد الاوروبي في معارضة البرنامج النووي الايراني, وهي معارضة اثرت بشكل سلبي على نظام طهران المتطرف بعد فرض عقوبات قاسية عليه شملت كل النواحي التسليحية والمعدات وتضييق الخناق على الاموال الايرانية المجمدة في العالم وسفر المسؤولين.

- ان الهجوم الارهابي على القافلة العسكرية الفرنسية في صيدا جاء بعد نحو 24 ساعة على عودة قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي من زيارة رسمية الى باريس اكدت له الحكومة الفرنسية خلالها التزامها الكامل بتسليح الجيش لكن بهدوء وترقب للطريق الذي ستسلكه سياسة حكومة نجيب ميقاتي المعروفة لدى الجميع بأنها "حكومة حزب الله".

- ان حسن نصرالله وبشار الاسد ومن لف لفهما في طهران وبيروت يرون في اصرار باريس على التزام لبنان باتفاقاته مع المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري ومجموعة قيادات لبنانية اخرى, تحديا لمحور الشر المثلث.

- ان "حزب الله" تعمد استهداف الدورية العسكرية الفرنسية في صيدا بالقرب من مخيم عين الحلوة الفلسطيني كي يوحي بأن المفجرين والارهابيين خرجوا من ذلك المخيم لزرع تلك العبوة الناسفة.

- ان بيان "التنديد" الذي صدر عن هذا الحزب الايراني بالعملية الارهابية تلك هو شبيه ببيانات نظام الاسد الذي تزعم ان "شبيحته" وقواته العسكرية والامنية تواجه "عصابات مسلحة" فيما كل اجهزته تلك هي "العصابات" التي تقتل الجنود والضباط الذين يحاولون الانشقاق عن الجيش كما تقتل الابرياء المتظاهرين من اطفال ونساء ورجال وتعتقل الآلاف منهم.

- حاول "حزب الله" باعتدائه الارهابي على القوة الفرنسية في صيدا فور عودة قائد الجيش اللبناني من زيارته الرسمية لباريس التأكيد على انه هو صاحب الكلمة في الشؤون السياسية والامنية والعسكرية اللبنانية وليس قائد الجيش او رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة "الالعوبة في يدي الحزب وسورية".

وكشف البرلماني الفرنسي النقاب عن ان "حكومتنا واستخباراتنا لن تقف بعد اليوم مكتوفة الايدي حيال تعرض ابنائنا الجنود العاملين في جنوب لبنان للأذى، وقد افهم مسؤولونا هذه المرة حكومة ميقاتي في بيروت ان العملية الارهابية الجديدة لن تمر من دون محاسبة مهما كلفنا الامر، مع الاصرار على ان فرنسا لن ترهبها مثل هذه العمليات ولن تحملها على سحب قواتها من لبنان كما يأمل "حزب الله" وسورية وايران، بل ان هذه القوات يمكن ان يجري دعمها بوحدات اخرى تعويضا عن انسحاب نحو 700 جندي وضابط ايطالي في وقت قريب من "يونيفيل"، فيما سيتضاعف عدد رجال استخباراتنا في لبنان بسرعة".

وهدد النائب الفرنسي بـ"فتح معركة مع "حزب الله" وجماعاته داخل لبنان وفي اوروبا ودول الشرق الاوسط في حال استمر في اعتداءاته علينا، ونحن لسنا عاجزين عن التعامل مع جماعاته المنتشرة في عدد من محافظات فرنسا بالمثل، خصوصا ان الرأي العام الاوروبي لا يثق بأي غريب مقيم في دول الاتحاد, كما ان تعاظم نفوذ الاحزاب اليمينية المتطرفة، كما حدث في اوسلو الاسبوع الماضي، بدأ ينتشر في القارة كانتشار النار في الهشيم، وعلى ايران وسورية وحزب الله ان تفهم جيدا ما نقول".