01 Jun 201316:40 PM
أيها المسيحيون: حاسبوا "حزب التنازل" بقسوة

هذه المرة، ممنوع. ممنوع أن تنسوا. ممنوع ان تستسلموا لغسل الدماغ الممنهج. ممنوع أن تخضعوا للبروباغندا الوقحة.
أيها المسيحيون: القصة هذه المرة ليست في حزب الله. والأسئلة الكبرى، لا تتعلق لا بولاية الفقيه ولا الشادور ولا القتال الدائر في القصير.
فالقضية هذه المرة هي في جواب محجوب عن سؤال واحد: لماذا أسقط "حزب التنازل" اقتراح قانون اللقاء الأرثوذكسي، وما هو الثمن الموعود؟
13 تشرين الأول 1990، 12 حزيران 2005، و15 أيار 2013... تواريخ ثلاثة لم يعد من حق أي مسيحي لبناني أن ينساها، أو أن يغضَّ النظر عن مغزاها.
فالتاريخ الأول فضح زيف المقاومة التي ادعت يوماً أنها "مسيحية"، وحمَّلت المجتمع المسيحي برمته عيوبها الجمَّة، التي غطَّتها بشعارات واهية، ولا سيما بعد التحول الدموي الذي عرفته في 15 كانون الثاني 1986، حين رفعت التخوين شعاراً ضد الخصوم، ليتبين في 13 تشرين الأول 1990، أن من كان يتهم الآخرين بالسورنة، إنما هو السوري الأول، حيث أسهم عسكرياً في إسقاط آخر منطقة حرة من لبنان، وأطلق مناصروه الرصاص ابتهاجاً، بعدما تسلقوا تلال الجثث، ورقصوا فوق قبور الشهداء العسكريين والمدنيين معاً.
أما التاريخ الثاني، فنزعَ هالة القداسة عن بعض الرؤوس الفارغة، ومسح مساحيق التجميل عن الحقيقة المرة. فلا السجين كان حبيساً، ولا سنوات العزلة علَّمت درساً، فكان الالتحاق بالتحالف الرباعي ضربة قاضية لثورة أرز بنتها أجيال الشباب والطلاب لبنة لبنة، على مدى خمسة عشر عاماً. يومها، دفنت الشراكة المسيحية- الإسلامية المتوازنة مع المحتل السوري، ونشأ تجمع ركنه الرئيس تيار المستقبل، ومن تحلق حوله من منتفعين تسولوا فتات المقاعد النيابية، والكراسي الوزارية اليتيمة، والأرضية المشتركة: قانون الألفين، أو قانون غزي كنعان ورفيق الحريري.
غير أن النكبة الكبرى التي ابتلي بها المسيحيون، على يد الفريق نفسه، فثبتها 15 أيار 2013 ماركة مسجلة باسم فريق مسيحي محدد: دعا رئيس المجلس النيابي، رئيس حركة أمل، الشيعي، إلى جلسة عامة على جدول أعمالها بند وحيد: اقتراح قانون اللقاء الأرثوذكسي، الذي اتفق الجميع في بكركي على أنه الوحيد الذي يؤمن المناصفة الفعلية. قرر حلفاء "حزب التنازل" أن يقاطعوا. أما حلفاء الفريق الآخر، فحضروا: نواب الثنائي الشيعي، وفي الطليعة نواب حزب ولاية الفقيه، دخلوا الجلسة. أما نواب "المقاومة المسيحية" الزائفة، والشعارات الفارغة، والمتاجرة بالشهداء، فغابوا. غابوا عن المناصفة الفعلية، وغيبوا الفرصة التاريخية، التي قد لا تتكرر...
كلا. ليس من حق المسيحيين أن ينسوا هذه المرة. ونعم، عليهم أن يحاسبوا. أما عناوين المرحلة المقبلة، فثلاثة: إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية، المطالبة بإجراء الانتخابات في أسرع وقت، ومحاسبة "حزب التنازل" وحلفائه بقسوة... وكل ما عدا ذلك، مجرد تفاصيل.