يبدو أن كرة الثلج التي تدحرجت من ساحة "تقسيم" في تركيا لا تزال تتدهور وتتسع مع مرور الوقت لتشمل مناطق عدة في السلطنة العثمانية السابقة، فالربيع العربي الذي شهدته بعض الدول العربية وصلت بعض شظاياه الى تركيا.
فقد تحولت حركة احتجاج لناشطين ضد مشروع حكومي لازالة حديقة عامة في أسطنبول إلى حركة احتجاج واسعة ضد سياسات الحكومة عمت عشرات المدن التركية.
ودخلت الاحتجاجات يومها السادس حيث واصل المتظاهرون تجمعهم في كل من مدينتي أسطنبول وأنقرة في الساعات الأولى من الأربعاء، الذين يتهمون رئيس الحكومة رجب الطيب أردوغان باعتماد أسلوب "سلطوي" في الحكم، وبالسعي إلى أسلمة المجتمع في تركيا العلمانية.
واللافت بكل هذه التظاهرات هو انضمام اتحاد نقابات القطاع العام، وهو من أكبر اتحادات العمال في تركيا، إلى الاحتجاجات بالاعلان عن إضراب لمدة يومين، حيث شمل الإضراب المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية كافة.
أما ميدانيا، فقد استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مئات المتظاهرين.
وحاول المتظاهرون التوجه إلى مكاتب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في المدينتين غير أن قوات الأمن تصدت لهم.
كما شهدت مدينة هاتاي الواقعة جنوب شرقي البلاد قرب الحدود مع سوريا احتجاجات مماثلة.
وكان متظاهر شاب قد قتل في المدينة متأثرا باصابته باطلاق نار لم يعرف مصدره خلال مشاركته في الاحتجاجات.
وقد استمرت التظاهرات المناوئة للحكومة التركية رغم الاعتذار الذي قدمته الحكومة عن القمع العنيف للاحتجاجات من قبل قوات الشرطة والذي أسفر عن مقتل إثنين، واصابة المئات.