05 Jun 201315:43 PM
عن "شيعة عون"!

ملاك عقيل

Lebanon Files

عباس هاشم هو الوحيد على طاولة "تكتل التغيير والاصلاح" من لا ينسى حرفا من "القاب" عون حين يتحدث عنه مناديا اياه بـ "الرئيس العماد القائد ميشال عون". يستحيل ان يذكر اسمه من دون هذه "اللازمة". تودّد فائض عن حدّه، لا يتقنه حتى العونيّين انفسهم.

يذهب الخبثاء أبعد من ذلك. فالمصيبة ستسقط طبعا على الرؤوس اذا ما انتخب ميشال عون رئيسا للجمهورية. عندها "سيمغط" الحاج عباس السمفونية، مضيفا عبارة "فخامة" الى لازمة التبجيل.

عباس هاشم النائب الشيعي الودود في فريق "التغيير والاصلاح" "يبخّر" للجنرال زيادة عن اللزوم. غالبا ما يستخدم تعابير فضفاضة لا تعكس اللهجة السائدة لدى حزبيي "التيار الوطني الحرّ". النسخة المعاكسة لا بد ان تسمعها على لسان النائب زياد اسود أو الان عون! نموذجان في التعبير الحزبي - السياسي المتفلّت من "فوبيا" القائد. "التبخير"، اذا، ليس من شيمهما.

صحيح ان للحاج عباس ثقله الانتخابي في جبيل. لكن في السرّ، وفي العلن، ليس هذا تماما "بروفيل" القيمة المضافة الذي يرغب به العونيون حين يتحدثون عن العضو الشيعي في فريق "التيار"، خصوصا اذا ما فلش "البرتقاليون" على الطاولة ملف التوتر العالي بين نائبي جبيل عباس هاشم وسيمون ابي رميا.

منذ العام 2005، جلس ثلاثة نواب شيعة على طاولة الرابية بعد تقديم اوراق اعتمادهم لـ "الجنرال". عباس هاشم نائب جبيل، وحسن يعقوب نائب زحلة، وبلال فرحات نائب بعبدا. أبقت لعبة التوازنات والتحالفات على الاول واطاحت بالثاني، وادخلت الثالث الى نادي "سعادة النواب". في الدورة الانتخابية الماضية كانت العين "البرتقالية" على مقعد بعبدا الشيعي. لم تنجح الرابية في تجييره لحسابها الخاص. لكن لسبب، أو لآخر، لا يزال في "البال".

لم تضف بالتأكيد تجربة النواب الشيعة على الطاولة العونية تقريباً شيئاً على رصيد الانجازات. لكلّ حسناته وسيئاته أيضاً. يتحمّس العونيون لـ "بروفيل" شيعي من نسيجهم "الخاص". الاسم الاول الذي يتبادر الى الاذهان هو المرشح الدائم عن احد المقعدين الشيعيين في بعبدا القيادي في "التيار الوطني الحر" رمزي كنج.

كاد كنج، في الانتخابات الماضية، ينضمّ الى التكتل النيابي، لكن تسوية اللحظات الاخيرة ابعدت عنه لقمة النيابة. فاصرار ميشال عون على استعادة مقاعد جزين الثلاثة من يد الرئيس نبيه بري، ادى الى التعويض عليه بالمقعد الشيعي في بيروت الثانية الذي يشغله اليوم نائب "حركة امل" هاني قبيسي. عندها اضطّر "حزب الله" الى سحب مرشحه من بيروت امين شرّي، و"عوّضها" بالمقعد الشيعي الثاني في بعبدا بترشيحه بلال فرحات الى جانب نائب الحزب علي عمار.

في الترشيحات الاخيرة برز ثلاثة اسماء على المقعد الشيعي الثاني في بعبدا: بلال فرحات ورمزي كنج وحسن خليل. بما ان لا القانون معروف ولا تاريخ الانتخابات محدّد ولا الاجواء السياسية توحي بتركيب تحالفات طبيعية، فإنّ مجال التكهن حول من سيشغل هذا المقعد في الانتخابات المقبلة يبدو كالضرب في الرمل. لكن من المؤكد أنّ العونيين يرغبون بترجمة "صادقة" لورقة التفاهم تشبه الالتزامات المتبادلة التي حصلت بين الرابية والضاحية في السنوات الماضية والتي عزّزت مصداقيّة هذا التفاهم. نائب شيعي من "النسيج البرتقالي" لمَ لا؟ يسأل العونيون.