على وقع خبر سقوط مدينة القصير السورية الحدودية بين أيدي قوات النظام السوري وعناصر "حزب الله" من جهة، وعلى وقع الأنباء عن معارك الكرّ والفرّ التي تشهدها الحدود السورية -الاسرائيلية بين كل من القوات النظامية و"الجيش السوري الحر" عند نقطة القنيطرة، احتدم المشهد في طرابلس واستعر التوتر الأمني في المدينة، لدرجة بات فيها المسلحون الملثمون يجوبون بعض شوارع المدينة ويعمدون على إقفال المحال التجارية بالقوة وتحت وقع الرصاص.
الى ذلك، لم تتوقف أعمال القنص وإن كانت تهدأ لفترات قصيرة، لاسيما على جسر الملولة عند أوتوستراد التبانة، وعند محور القبة - البرانية، كما سجّل ظهور مسلح في بعض الأحياء القريبة من المدينة.
وإذ أفيد بأن "وحدات من الجيش قامت بعمليات دهم متعددة في الحارة البرانية وسوق القمح والمناطق المحيطة بها، وأوقفت عددا من الأشخاص كما أنها قامت بتسيير دوريات مؤللة عند الخط الفاصل بين المنطقتين"، علم أن "بعض الشبان قطعوا طريق باب الحديد - القلعة كما أن أهالي منطقة سوق القمح قد عمدوا إلى إقفال الطريق وسط السوق بالاطارات المشتعلة احتجاجا على توقيف الجيش لبعض الشبان، مما اضطر عناصر الجيش إلى إطلاق النار لتفريقهم".
وعلى خط متواز، تمكّنت وحدات من الجيش من ضبط مخزن للسلاح في سوق القمح. وفي التفاصيل، بحسب بيان قيادة الجيش، فإن "وحدات الجيش قد قامت بتشديد اجراءاتها الامنية وتوسيع انتشارها في احياء جبل محسن وباب التبانة والمناطق المحيطة بهما، وقد نفذت سلسلة عمليات دهم بحثا عن المسلحين ومخابىء الاسلحة، حيث ضبطت فجر اليوم في محلة سوق القمح - الحارة البرانية، مخزنا للسلاح يحتوي على كميات من العبوات الناسفة ومدافع الهاون المحلية الصنع، والبنادق الحربية والذخائر العائدة لها، بالاضافة الى اعتدة عسكرية متنوعة، والمخزن المذكور عائد للمدعو زياد علوكي الذي قام على اثر ذلك، ببث اكاذيب تتعلق باقدام الجيش على المس بالرموز الدينية بهدف اثارة النعرات الطائفية".
وأكد البيان أن "قوى الجيش ستواصل عمليات الدهم ومطاردة المسلحين في احياء المدينة"، محذرا مجددا من أن الجيش "لن يتهاون في التصدي المباشر بالامن وللمظاهر المسلحة كافة الى اي جهة انتمت".