النهار
أشارت صحيفة "النهار" الى انتاقد سفيرة اميركا لدى لبنان مورا كونيللي حكومة الرئيس نجيب ميقاتي فوصفتها بانها "حكومة تبدو اقل تعبيرا عن ارادة الشعب اللبناني واكثر تعبيرا عن ارادة مصالح خارجية". وحذرت من احتمال خسارة لبنان الكثير من مكتسباته على صعيد ديموقراطية المشاركة والشفافية على حد ما ورد في كلمة لها في مقر السفارة الاربعاء الماضي.
ودعت الى "اصلاحات اساسية في مجالات متعددة" لاعادة الازدهار الى لبنان الذي عانى فساد حكومات لم تتجاوب مع حاجات مواطنيها". والسؤال أي الحكومات قصدتها كونيللي هل هي حكومات الرئيس رفيق الحريري وفؤاد السنيوره وسعد الحريري، في حين انها اشادت بـ"الخطوة الجبارة التي قصدتها حين وضع الشعب اللبناني نهاية للاحتلال السوري للبنان في عام 2005" اي خلال رئاسة عمر كرامي للحكومة في ذلك الوقت؟
استغربت مصادر قيادية انتقاد كونيللي لحكومة ميقاتي وهي تستعد لاطلاق مشاريع في شتى المجالات واتهامها بانها تعبّر عن "مصالح خارجية" من دون ان تحدد تلك المصالح وهل الوزراء المشاركون في هذه الحكومة هم تعبير للخارج؟ واذا كانت تريد انتقاد تمثيل "حزب الله" في الحكومة فهذا ليس بجديد وللحزب شعبية واسعة وممثل في البرلمان.
ورأت ان موقف كونيللي "خطير واقل ما يقال فيه انه تدخل في الشؤون الداخلية واذا كان صحيحا ما تقوله عن الحكومة فلماذا تتعامل مع معظم وزرائها باستثناء وزيري الحزب؟ هل نظيرها اللبناني في واشنطن يفعل ما تفعله هي؟ لماذا السكوت عن هذا الموقف وهل يعني ان هناك رضى او موافقة على ما تنعت به الحكومة؟ وهل ان ما تلفظت به هو نتيجة تعليمات تلقتها ام هو استخلاص شخصي؟ وهذا الاحتمال الاخير لا يمكن اعتباره شخصيا، لان كل ما يصدر عنها رسمي.
وسألت المصادر عينها: ألم تطلع كونيللي على الخلاف القائم بين مجلسي النواب والشيوخ الاميركيين على ابقاء او حظرالمساعدات المالية الاميركية للبنان وموقف وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون التي لم تجار اقتراح الجمهوريين بوقفها؟ وهي تعلم ان برنامج المساعدات العسكرية للبنان باق على حاله على رغم الضغوط التي يمارسها اللوبي اليهودي على المجموعات المؤيدة له في الكونغرس.
ودعت هذه المصادر الى معالجة هذا الموقف بسرعة لانه اذا كان التعاطي الاميركي على قاعدة الصفة التي اطلقتها كونيللي على الحكومة فان المرحلة المقبلة لا تبشر بدعم اميركي للبنان في العديد من الاستحقاقات التي تنتظره سواء بالنسبة الى ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل وتاليا حل مشكلة الاحتلال الاسرائيلي لـ 850 كيلومترا تعود الى سيادة لبنان لـ"المنطقة الاقتصادية الخالصة" للثروة الطبيعية من غاز ونفط في المياه الاقليمية. وان الحياد الذي اوحى به مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى السفير جيفري فيلتمان لا يخدم لبنان وتوقف مساعد جورج ميتشل، فريدريك هوف عن المساعي التي كان يبذلها لحل قضية ترسيم الحدود يرسم اكثر من علامة استفهام وخصوصا ان هوف كان يعتبر ان المشكلة قابلة للحل.