وكالات
* مقدمة نشرة أخبار الـ "أم. تي. في"
في مرحلة ما بعد القصير سوريا، الأمن هوالهاجس الاكبر لبنانيا. من الشمال مرورا بالبقاع وصولا الى الجنوب، الاجهزة الرسمية مستنفرة الى أقصى حد منعا للفتنة، ولا سيما في ظل التصعيد السياسي الذي تبع انغماس حزب الله العسكري في الحرب السورية.
رئيس الجهورية ميشال سليمان رفض امام سفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن اي تدخل عسكري اجنبي في سوريا واي تدخل لبناني في الازمة السورية. الخبر حتى الان عادي. لكن غير العادي ان الكلام الرئاسي جاء في حضور وزير الخارجية عدنان منصور، الذي كان برر قبل اقل من يومين تدخل حزب الله في الصراع في القصير، معتبرا انه دفاع عن لبنانيين. فهل الوزير منصور هو وزير خارجية لبنان حقا ام وزير خارجية سوريا او ايران، او حتى حزب الله؟ وهل يمكن وزير خارجية لبنان ان "يفتح على حسابه" في السياسة الخارجية وان يسوق افكارا تتعارض مع افكار رئيس البلاد، والحكومة التي يمثلها؟
سياسيا: لا جديد. فمحركات رئيس الحكومة المكلف لا تزال متوقفة عن العمل في انتظار تصاعد الدخان الابيض من المجلس الدستوري، اي في انتظار معرفة مصير الطعن بقانون التمديد لمجلس النواب الحالي.
اقتصاديا: البارز هو الصرخة التي اطلقتها الهيئات الاقتصادية عبر ال "ام تي في" محذرة من الخراب، وداعية الى انقاذ ما تبقى من الاقتصاد. وقد تداعت الهيئات المذكورة الى طاولة حوار اقتصادية يوم الثلثاء المقبل لانقاذ ما تبقى من قطاعات اقتصادية تتهاوى الواحدة تلو الاخرى. آخر هذه القطاعات: السياحة التي تلقت ضربة قوية مطلع الصيف نتيجة دعوة دول التعاون الخليجي مواطنيها الى تجنب السفر الى لبنان.
وقبل تفصيل كل هذه العناوين نتوقف مع الوضع في عاصمة الشمال الذي انفجر مجددا في فترة بعد الظهر.
==============================
* مقدمة نشرة أخبار الـ "ال. بي. سي"
ما هو السؤال الأكثر دقة: ماذا بعد القصير؟ أو ما بعد بعد القصير؟ الجواب عن السؤال الاول تحدده الديبوماسية، والجواب عن السؤال الثاني يحدده السيد حسن نصرالله. ماذا بعد القصير ينتظر مؤتمر جنيف إثنين الذي ينتظر بدوره استتباب وبلورة موازين القوى على الارض.
وما بعد بعد القصير ينتظر ما سيحققه حزب الله في حلب، وهذا المعطى لم يعد سرا، فالحزب أصبح شريكا ميدانيا، وقد تبلورت مشاركته في المعركة وكان لدوره موقع الحسم في نتيجة المعركة. لكن الدور في القصير شيء والارتدادات في بيروت شيئ آخر، ومن مظاهر هذه الارتدادات ما يجري في طرابلس.
ونشير قبل الإنتقال إلى سوريا إلى أن البلاد تدخل اليوم في الشهر الثالث على تكليف الرئيس تمام سلام تشكيل الحكومة.
=========================
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
أقسم أمراء طرابلس على ألا يمر يوم بلا عنف. وإذا سكن الليل.. تمرد النهار. لكن وحدات الجيش أعلنت استمرار عملياتها الرادعة والمتشددة وتنفيذ خطتها الأمنية في طرابلس مهما كلف ذلك. وعلى كل بقعة يراد منها أن تكون محور قتال بين أبناء المدينة... بيان قيادة الجيش نبه إلى ما يحاك من مخططات لإعادة لبنان إلى الوراء واستدراجه إلى حرب عبثية. فيما لفت كلام وزير الدفاع فايز غصن عن انزلاق الشمال إلى حافة منزلق خطر بعدما أصبح الأمن رهينة بين من يتلاعبون بأمن الناس وحياتهم. وما خلا الإنذار الأمني فإن مشهد طرابلس لا يبدو أنه يأتمر إلا بأوامر المخازن. وإن كانت التصريحات السياسية لقيادات المدينة تضفي على زعماء المحاور راحة وطمأنينة...
لبنان المثقل أمنيا من خاصرة الشمال المجروحة. تتزايد أثقاله الاجتماعية بتدفق النازحين السوريين. وهو ما رأى فيه رئيس الجمهورية اليوم عبئا وخطرا إلى حد أنه لم يعد بإمكان هذا البلد حكومة وشعبا تحمل تبعات واقع النازحين، مقترحا تقاسم الأعباء المادية والعددية مع لبنان عن طريق مؤتمر دولي وبالطرق الثنائية كما فعلت ألمانيا... العدد إلى تزايد وذلك مع احتدام المعارك بين النظام والمسلحين في كل من أرياف دمشق وحلب. في وقت طالب فيه مجلس الأمن الدولي بالسماح بممر إنساني إلى القصير التي نقل منها الصليب الأحمر اليوم عشرة جرحى عبر عرسال إلى مستشفيات البقاع...
سياسيا حالما تختمر الأرض العسكرية ينضج جنيف "اثنان" ومستوى المشاركة فيه. وبعد موافقة المعارضة على الجلوس مع النظام وروسيا حامية النظام فلماذا ترفض الجلوس مع إيران؟. فطهران في المعادلة السورية تشكل قوة الإسناد الرديفة لروسيا. وحضورها في الحل السوري سيعطي دفعا لرسم النهايات بعد عامين وأكثر من لغة الدم.
=========================
* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"
نداء قيادة الجيش اليوم مكمل لإعلان بعبدا، وسط كلام متجدد لرئيس الجمهورية أمام سفراء الدول الأعضاء في مجلس الامن على ضرورة عدم التدخل في الازمة السورية، وقوله أن لبنان لم يعد يحتمل أعباء مساعدة اللاجئين السوريين.
وفيما شدد الرئيس ميقاتي على الحوار في سياق مبادرته المعلن عنها، طلب الرئيس السنيورة عودة مقاتلي حزب الله من سوريا وضبط الحدود.
وفي شأن آخر توقع الوزير جريصاتي ان يتبنى المجلس الدستوري الطعن الرئاسي والطعن العوني بقانون التمديد النيابي، ويطلب من البرلمان اعتماد تمديد تقني وإجراء الانتخابات. وقالت اوساط سياسية ان هذا لو حصل من شأنه ان يدفع بعملية تشكيل الحكومة الى الامام لتكون حكومة انتخابات.
وفي الوضع السوري طلب مجلس الامن السماح لفرق الاغاثة بالوصول الى القصير في وقت تحدثت انباء عن عودة وزير الخارجية الاميركي الى المنطقة الاسبوع المقبل. ويهدف التحرك الجديد لكيري الى دفع عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية، لكن مصادر دبلوماسية قالت ان هذا التحرك سيتوسع باتجاه الازمة السورية.
قيادة الجيش اللبناني اذن وجهت نداء الى اللبنانيين للحذر من الشائعات والحساسيات ومن مخططات اعادة لبنان الى الوراء والى الحرب العبثية.
============================
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المستقبل"
على الرغم من الهاجس الامني الذي يرخي بثقله على اهتمامات اللبنانيين في ضوء الاهتزازات المتنقلة من منطقة الى اخرى، فإن تداعيات توريط حزب الله للبنان في الحرب السورية لم تنته فصولا. فالتوريط وفق توصيف الرئيس فؤاد السنيورة معصية كبرى وجثث القتلى الذين يسقطون في سوريا ويشيعون يوميا في قرى البقاع والجنوب فاجعة كبرى ايضا. الرئيس السنيورة لفت كذلك الى هول هذا التوريط من قبل تنظيم لبناني مسلح اصبح جزءا من المنطقة واداة في يد نظام يقتل شعبه ويدمر بلده.
وفيما كان الرئيس السنيورة يحذر من تورط حزب الله كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان يحذر من اعباء النازحين السوريين واستمرار تدفقهم الى لبنان في غياب خطة واضحة. الرئيس سليمان رفض امام سفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي اي تدخل عسكري اجنبي في سوريا واي تدخل لبناني في الازمة السورية.
امنيا، سلكت تدابير الجيش اللبناني طريقها الى احياء العاصمة الشمالية طرابلس في وقت دعت قيادته الى التنبه من مخططات لاستدراج لبنان الى حرب عبثية، مؤكدة انها ماضية في تدابيرها الحاسمة والرادعة مهما كلف الامر.
============================
* مقدمة نشرة أخبار الـ "أن. بي. أن"
إنجاز عودة القصير الى كنف الشرعية السورية بوزنه الاستراتيجي، طبش الميزان لمصلحة حلفاء دمشق قبل جنيف 2. وما بعد القصير كانت موسكو وقيصرها يقطعان الطريق على واشنطن التي دفعت حلف النيتو الى التصريح بأن لا خطط راهنا للتدخل في سوريا. ووفق سياسة القوة الناعمة كان فلاديمير بوتن يعلن أن العودة باسطوله الى البحر المتوسط بصورة دائمة ليس قرقعة سلاح، في إشارة الى عدم الحاجة للقوة العسكرية لتحقيق الأهداف. سيرغي لافروف يؤكد أن دعم المعارضة السورية عسكريا لتغيير ميزان القوى على الأرض لن يفضي الى شيء، وطريقه مسدود مسدود. ميخائيل بوغدانوف حسم الخيار السوري حول جنيف بنسخته الثانية، لا مكان للقوى المتطرفة في التسوية مع تمني أن تتمكن واشنطن من إقناع الائتلاف السوري بتحديد أعضاء وفده التفاوضي وهو أضعف الايمان، وفيما يبدو أنه استباق لما يمكن أن يتكشف في المرحلة المقبلة من التورط الاوروبي في المعركة ضد سوريا، كانت باريس تؤكد مجددا مشاركة مئات الاوروبيين في القتال. في الميدان استعاد الجيش السوري اليوم الضبعة والمسعودية والصالحية بريف القصير وفرض على المسلحين الفرار من البويضة الشرقية سيرا على الأقدام مخلفين وراءهم آلياتهم وعتادهم.
ومن الساحة الطرابلسية التي تجددت اشتباكاتها منذ بعض الوقت بين رفاق السلاح في الخندق الواحد، كان الجيش اللبناني يمنع تحول لبنان الى ساحة للصراعات الاقليمية وانتقال الأحداث السورية اليه، عبر استكمال إجراءاته العملانية وخطة انتشاره في عاصمة الشمال من جهة، وتحذيره من جهة أخرى من سعي بعض الفئات الى استدراجه الى حرب عبثية عبر بث الاشاعات الكاذبة والتضليل المغلف بلبوس السياسة حينا وعباءة الدين في أغلب الأحيان. أما من سيدير أذنه الصماء لهذا التحذير ويركن الى استعمال السلاح فسيقابل بسلاح الجيش الذي لن يدخر جهدا لتجنيب الأبرياء ثمن غايات سياسية وفئوية تريد خراب لبنان من بوابة الشمال.
===========================
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"
يومان ونصف كشفا ما استتر على مدى عامين ونصف. يومان ونيف على سقوط القصير اسقطا الكثير مما خفي من اسرار الحرب على سوريا. منذ عامين ونيف الحرب معدة مسبقا كما تكشف من انفاق ضخمة ومتشعبة عاينتها "المنار" اليوم، وما ظهر من اسلحة متفجرة وذخائر غربية واسرائيلية، يؤكد سبق التصميم والتخطيط. اما ما اشيع عن مآساة انسانية ومجازر وهمية حسب التنسيقيات والفضائيات وما سوقته الدبلوماسيات الغربية عن فظاعات لا تعدو كونها نفاقا حسب وصف وزير الخارجية الروسي، فلا مجازر ولا مقابر جماعية ولا حتى مدنيين في القصير ولا من يحزنون. استعدادات وشائعات وثالثهما التواطؤ المباشر مع اسرائيل. ما حصل في القنيطرة يوم امس انكشفت حقيقته على وسائل الاعلام الاسرائيلية، المسلحون هاجموا المعبر للتعويض عن هزيمة القصير ففشلوا وفروا لكن الى مواقع جيش الاحتلال الذي امن لهم طريق الانسحاب وعالج جرحاهم وعليه كان للاحتلال شكر واشادة من فضائية عربية.
جديد الميدان في القصير وريفها تقدم سريع من الضبعة الى المسعودية والصالحية والخطوة الاخيرة كانت ملاحقة المسلحين الى آخر ملاذاتهم في البويضة الشرقية.
في لبنان، يبدو ان لا مفر امام الجيش من الحسم مع المسلحين في طرابلس وغيرها من ساحات العبث الامني حيث بعض الفئات والغايات الفئوية تستدرج لبنان الى الحرب والخراب، كما قالت قيادة الجيش وانذرت من يعنيهم الامر: "عملياتنا ستكون رادعة ومتشددة والسلاح سيقابل بالسلاح".
===========================
* مقدمة نشرة أخبار الـ "أو. تي. في"
في مثل هذا اليوم عاش اللبنانيون آخر مظهر كان للديمقراطية التشريعية، إذ في 7 حزيران 2009 جرى انتخاب مجلس النواب الحالي الذي مدد لنفسه حتى 2 تشرين الثاني 2013. وحدهم نواب التيار الوطني الحر يشكلون لائحة الشرف برفضهم ومقاطعتهم جلسة التمديد. أنها كلمة للذكرى في وقت تراجعت الملفات السياسية من الطعن بالتمديد الى تشكيل الحكومة السلامية، يبقى الاهتمام مركزا على معالجة الخروقات الأمنية من بوابة طرابلس حيث أكد الجيش أن الأمن لن يكون بالتراضي محذرا من جر لبنان الى الوراء، أي الى دوامة العنف. وهكذا فإن المعالجات اليومية تؤكد حتى الآن أن الأمن سيبقى تحت السيطرة بعد أن سقط الرهان على قدرة الآخرين على التخريب وفي معلومات لل "او تي في" أن واشنطن أبلغت المعنيين أنه آن الأوان للتخلص من التكفيريين في الشمال، لأن صلاحيات استخدامهم قد نفذت. من هنا يمكن فهم دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والنائب سعد الحريري للجيش ليحكم قبضته على الساحة الشمالية.
انتهاء معركة القصير بالطبع أعاد حسابات الكثيرين في لبنان إلا أنه سوريا أعطى دفعا لانضاج الموضوع السياسي أي جنيف 2 ولكن من خلال الميدان الذي دخلته ال "او تي في".
========================
في مرحلة ما بعد القصير سوريا، الأمن هوالهاجس الاكبر لبنانيا. من الشمال مرورا بالبقاع وصولا الى الجنوب، الاجهزة الرسمية مستنفرة الى أقصى حد منعا للفتنة، ولا سيما في ظل التصعيد السياسي الذي تبع انغماس حزب الله العسكري في الحرب السورية.
رئيس الجهورية ميشال سليمان رفض امام سفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن اي تدخل عسكري اجنبي في سوريا واي تدخل لبناني في الازمة السورية. الخبر حتى الان عادي. لكن غير العادي ان الكلام الرئاسي جاء في حضور وزير الخارجية عدنان منصور، الذي كان برر قبل اقل من يومين تدخل حزب الله في الصراع في القصير، معتبرا انه دفاع عن لبنانيين. فهل الوزير منصور هو وزير خارجية لبنان حقا ام وزير خارجية سوريا او ايران، او حتى حزب الله؟ وهل يمكن وزير خارجية لبنان ان "يفتح على حسابه" في السياسة الخارجية وان يسوق افكارا تتعارض مع افكار رئيس البلاد، والحكومة التي يمثلها؟
سياسيا: لا جديد. فمحركات رئيس الحكومة المكلف لا تزال متوقفة عن العمل في انتظار تصاعد الدخان الابيض من المجلس الدستوري، اي في انتظار معرفة مصير الطعن بقانون التمديد لمجلس النواب الحالي.
اقتصاديا: البارز هو الصرخة التي اطلقتها الهيئات الاقتصادية عبر ال "ام تي في" محذرة من الخراب، وداعية الى انقاذ ما تبقى من الاقتصاد. وقد تداعت الهيئات المذكورة الى طاولة حوار اقتصادية يوم الثلثاء المقبل لانقاذ ما تبقى من قطاعات اقتصادية تتهاوى الواحدة تلو الاخرى. آخر هذه القطاعات: السياحة التي تلقت ضربة قوية مطلع الصيف نتيجة دعوة دول التعاون الخليجي مواطنيها الى تجنب السفر الى لبنان.
وقبل تفصيل كل هذه العناوين نتوقف مع الوضع في عاصمة الشمال الذي انفجر مجددا في فترة بعد الظهر.
==============================
ما هو السؤال الأكثر دقة: ماذا بعد القصير؟ أو ما بعد بعد القصير؟ الجواب عن السؤال الاول تحدده الديبوماسية، والجواب عن السؤال الثاني يحدده السيد حسن نصرالله. ماذا بعد القصير ينتظر مؤتمر جنيف إثنين الذي ينتظر بدوره استتباب وبلورة موازين القوى على الارض.
وما بعد بعد القصير ينتظر ما سيحققه حزب الله في حلب، وهذا المعطى لم يعد سرا، فالحزب أصبح شريكا ميدانيا، وقد تبلورت مشاركته في المعركة وكان لدوره موقع الحسم في نتيجة المعركة. لكن الدور في القصير شيء والارتدادات في بيروت شيئ آخر، ومن مظاهر هذه الارتدادات ما يجري في طرابلس.
ونشير قبل الإنتقال إلى سوريا إلى أن البلاد تدخل اليوم في الشهر الثالث على تكليف الرئيس تمام سلام تشكيل الحكومة.
=========================
أقسم أمراء طرابلس على ألا يمر يوم بلا عنف. وإذا سكن الليل.. تمرد النهار. لكن وحدات الجيش أعلنت استمرار عملياتها الرادعة والمتشددة وتنفيذ خطتها الأمنية في طرابلس مهما كلف ذلك. وعلى كل بقعة يراد منها أن تكون محور قتال بين أبناء المدينة... بيان قيادة الجيش نبه إلى ما يحاك من مخططات لإعادة لبنان إلى الوراء واستدراجه إلى حرب عبثية. فيما لفت كلام وزير الدفاع فايز غصن عن انزلاق الشمال إلى حافة منزلق خطر بعدما أصبح الأمن رهينة بين من يتلاعبون بأمن الناس وحياتهم. وما خلا الإنذار الأمني فإن مشهد طرابلس لا يبدو أنه يأتمر إلا بأوامر المخازن. وإن كانت التصريحات السياسية لقيادات المدينة تضفي على زعماء المحاور راحة وطمأنينة...
لبنان المثقل أمنيا من خاصرة الشمال المجروحة. تتزايد أثقاله الاجتماعية بتدفق النازحين السوريين. وهو ما رأى فيه رئيس الجمهورية اليوم عبئا وخطرا إلى حد أنه لم يعد بإمكان هذا البلد حكومة وشعبا تحمل تبعات واقع النازحين، مقترحا تقاسم الأعباء المادية والعددية مع لبنان عن طريق مؤتمر دولي وبالطرق الثنائية كما فعلت ألمانيا... العدد إلى تزايد وذلك مع احتدام المعارك بين النظام والمسلحين في كل من أرياف دمشق وحلب. في وقت طالب فيه مجلس الأمن الدولي بالسماح بممر إنساني إلى القصير التي نقل منها الصليب الأحمر اليوم عشرة جرحى عبر عرسال إلى مستشفيات البقاع...
سياسيا حالما تختمر الأرض العسكرية ينضج جنيف "اثنان" ومستوى المشاركة فيه. وبعد موافقة المعارضة على الجلوس مع النظام وروسيا حامية النظام فلماذا ترفض الجلوس مع إيران؟. فطهران في المعادلة السورية تشكل قوة الإسناد الرديفة لروسيا. وحضورها في الحل السوري سيعطي دفعا لرسم النهايات بعد عامين وأكثر من لغة الدم.
=========================
نداء قيادة الجيش اليوم مكمل لإعلان بعبدا، وسط كلام متجدد لرئيس الجمهورية أمام سفراء الدول الأعضاء في مجلس الامن على ضرورة عدم التدخل في الازمة السورية، وقوله أن لبنان لم يعد يحتمل أعباء مساعدة اللاجئين السوريين.
وفيما شدد الرئيس ميقاتي على الحوار في سياق مبادرته المعلن عنها، طلب الرئيس السنيورة عودة مقاتلي حزب الله من سوريا وضبط الحدود.
وفي شأن آخر توقع الوزير جريصاتي ان يتبنى المجلس الدستوري الطعن الرئاسي والطعن العوني بقانون التمديد النيابي، ويطلب من البرلمان اعتماد تمديد تقني وإجراء الانتخابات. وقالت اوساط سياسية ان هذا لو حصل من شأنه ان يدفع بعملية تشكيل الحكومة الى الامام لتكون حكومة انتخابات.
وفي الوضع السوري طلب مجلس الامن السماح لفرق الاغاثة بالوصول الى القصير في وقت تحدثت انباء عن عودة وزير الخارجية الاميركي الى المنطقة الاسبوع المقبل. ويهدف التحرك الجديد لكيري الى دفع عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية، لكن مصادر دبلوماسية قالت ان هذا التحرك سيتوسع باتجاه الازمة السورية.
قيادة الجيش اللبناني اذن وجهت نداء الى اللبنانيين للحذر من الشائعات والحساسيات ومن مخططات اعادة لبنان الى الوراء والى الحرب العبثية.
============================
على الرغم من الهاجس الامني الذي يرخي بثقله على اهتمامات اللبنانيين في ضوء الاهتزازات المتنقلة من منطقة الى اخرى، فإن تداعيات توريط حزب الله للبنان في الحرب السورية لم تنته فصولا. فالتوريط وفق توصيف الرئيس فؤاد السنيورة معصية كبرى وجثث القتلى الذين يسقطون في سوريا ويشيعون يوميا في قرى البقاع والجنوب فاجعة كبرى ايضا. الرئيس السنيورة لفت كذلك الى هول هذا التوريط من قبل تنظيم لبناني مسلح اصبح جزءا من المنطقة واداة في يد نظام يقتل شعبه ويدمر بلده.
وفيما كان الرئيس السنيورة يحذر من تورط حزب الله كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان يحذر من اعباء النازحين السوريين واستمرار تدفقهم الى لبنان في غياب خطة واضحة. الرئيس سليمان رفض امام سفراء الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي اي تدخل عسكري اجنبي في سوريا واي تدخل لبناني في الازمة السورية.
امنيا، سلكت تدابير الجيش اللبناني طريقها الى احياء العاصمة الشمالية طرابلس في وقت دعت قيادته الى التنبه من مخططات لاستدراج لبنان الى حرب عبثية، مؤكدة انها ماضية في تدابيرها الحاسمة والرادعة مهما كلف الامر.
============================
إنجاز عودة القصير الى كنف الشرعية السورية بوزنه الاستراتيجي، طبش الميزان لمصلحة حلفاء دمشق قبل جنيف 2. وما بعد القصير كانت موسكو وقيصرها يقطعان الطريق على واشنطن التي دفعت حلف النيتو الى التصريح بأن لا خطط راهنا للتدخل في سوريا. ووفق سياسة القوة الناعمة كان فلاديمير بوتن يعلن أن العودة باسطوله الى البحر المتوسط بصورة دائمة ليس قرقعة سلاح، في إشارة الى عدم الحاجة للقوة العسكرية لتحقيق الأهداف. سيرغي لافروف يؤكد أن دعم المعارضة السورية عسكريا لتغيير ميزان القوى على الأرض لن يفضي الى شيء، وطريقه مسدود مسدود. ميخائيل بوغدانوف حسم الخيار السوري حول جنيف بنسخته الثانية، لا مكان للقوى المتطرفة في التسوية مع تمني أن تتمكن واشنطن من إقناع الائتلاف السوري بتحديد أعضاء وفده التفاوضي وهو أضعف الايمان، وفيما يبدو أنه استباق لما يمكن أن يتكشف في المرحلة المقبلة من التورط الاوروبي في المعركة ضد سوريا، كانت باريس تؤكد مجددا مشاركة مئات الاوروبيين في القتال. في الميدان استعاد الجيش السوري اليوم الضبعة والمسعودية والصالحية بريف القصير وفرض على المسلحين الفرار من البويضة الشرقية سيرا على الأقدام مخلفين وراءهم آلياتهم وعتادهم.
ومن الساحة الطرابلسية التي تجددت اشتباكاتها منذ بعض الوقت بين رفاق السلاح في الخندق الواحد، كان الجيش اللبناني يمنع تحول لبنان الى ساحة للصراعات الاقليمية وانتقال الأحداث السورية اليه، عبر استكمال إجراءاته العملانية وخطة انتشاره في عاصمة الشمال من جهة، وتحذيره من جهة أخرى من سعي بعض الفئات الى استدراجه الى حرب عبثية عبر بث الاشاعات الكاذبة والتضليل المغلف بلبوس السياسة حينا وعباءة الدين في أغلب الأحيان. أما من سيدير أذنه الصماء لهذا التحذير ويركن الى استعمال السلاح فسيقابل بسلاح الجيش الذي لن يدخر جهدا لتجنيب الأبرياء ثمن غايات سياسية وفئوية تريد خراب لبنان من بوابة الشمال.
===========================
يومان ونصف كشفا ما استتر على مدى عامين ونصف. يومان ونيف على سقوط القصير اسقطا الكثير مما خفي من اسرار الحرب على سوريا. منذ عامين ونيف الحرب معدة مسبقا كما تكشف من انفاق ضخمة ومتشعبة عاينتها "المنار" اليوم، وما ظهر من اسلحة متفجرة وذخائر غربية واسرائيلية، يؤكد سبق التصميم والتخطيط. اما ما اشيع عن مآساة انسانية ومجازر وهمية حسب التنسيقيات والفضائيات وما سوقته الدبلوماسيات الغربية عن فظاعات لا تعدو كونها نفاقا حسب وصف وزير الخارجية الروسي، فلا مجازر ولا مقابر جماعية ولا حتى مدنيين في القصير ولا من يحزنون. استعدادات وشائعات وثالثهما التواطؤ المباشر مع اسرائيل. ما حصل في القنيطرة يوم امس انكشفت حقيقته على وسائل الاعلام الاسرائيلية، المسلحون هاجموا المعبر للتعويض عن هزيمة القصير ففشلوا وفروا لكن الى مواقع جيش الاحتلال الذي امن لهم طريق الانسحاب وعالج جرحاهم وعليه كان للاحتلال شكر واشادة من فضائية عربية.
جديد الميدان في القصير وريفها تقدم سريع من الضبعة الى المسعودية والصالحية والخطوة الاخيرة كانت ملاحقة المسلحين الى آخر ملاذاتهم في البويضة الشرقية.
في لبنان، يبدو ان لا مفر امام الجيش من الحسم مع المسلحين في طرابلس وغيرها من ساحات العبث الامني حيث بعض الفئات والغايات الفئوية تستدرج لبنان الى الحرب والخراب، كما قالت قيادة الجيش وانذرت من يعنيهم الامر: "عملياتنا ستكون رادعة ومتشددة والسلاح سيقابل بالسلاح".
===========================
في مثل هذا اليوم عاش اللبنانيون آخر مظهر كان للديمقراطية التشريعية، إذ في 7 حزيران 2009 جرى انتخاب مجلس النواب الحالي الذي مدد لنفسه حتى 2 تشرين الثاني 2013. وحدهم نواب التيار الوطني الحر يشكلون لائحة الشرف برفضهم ومقاطعتهم جلسة التمديد. أنها كلمة للذكرى في وقت تراجعت الملفات السياسية من الطعن بالتمديد الى تشكيل الحكومة السلامية، يبقى الاهتمام مركزا على معالجة الخروقات الأمنية من بوابة طرابلس حيث أكد الجيش أن الأمن لن يكون بالتراضي محذرا من جر لبنان الى الوراء، أي الى دوامة العنف. وهكذا فإن المعالجات اليومية تؤكد حتى الآن أن الأمن سيبقى تحت السيطرة بعد أن سقط الرهان على قدرة الآخرين على التخريب وفي معلومات لل "او تي في" أن واشنطن أبلغت المعنيين أنه آن الأوان للتخلص من التكفيريين في الشمال، لأن صلاحيات استخدامهم قد نفذت. من هنا يمكن فهم دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والنائب سعد الحريري للجيش ليحكم قبضته على الساحة الشمالية.
انتهاء معركة القصير بالطبع أعاد حسابات الكثيرين في لبنان إلا أنه سوريا أعطى دفعا لانضاج الموضوع السياسي أي جنيف 2 ولكن من خلال الميدان الذي دخلته ال "او تي في".
========================