غالبا ما يبقى الكثير من الطعام على طاولتك. فقد تطلب أصنافًا مختلفة وبكميات كبيرة، ربما من باب الكرم والتنويع، لكن ما يبقى كثير. ومصيره حتما مستوعبات النفايات.
في مطابخ هذه المقاهي، غالبا ما يبقى الكثير من الطعام أيضًا، ليكون مصير المأكولات مرة أخرى مستوعبات النفايات.
حتى عند الاستهلاك المنزلي، تشترى مواد غذائية، وتعد موائد تفوق حاجة أهل البيت، ليكون مصير الطعام أيضًا وأيضا مستوعبات النفايات.
دراسة علمية حديثة لمنظمة الاغذية والزراعة وبرنامج الامم المتحدة للبيئة، أظهرت أن كمية الطعام التي تهدر سنويًّا حول العالم تبلغ نحو 300 مليون طن، لتتوزع نسب الهدر كالتالي:
30 % من محصول الحبوب العالمي
40 الى 50% من محاصيل الفواكه والخضر
20% من البذور الزيتية واللحوم والالبان والبيض
30% من الأسماك.
أمّا اللافت فهو أنَّ هذه البقايا، تكفي لإطعام نحو 900 مليون جائع في العالم. إذًا لا مبرِّرَ إنسانيَّ أو اقتصادي لكلِّ هذا الهدر.
هذا عن الأرقام عالميا. أمّا في لبنان فلا دراسات رسمية، إنما تقديرات برمي قرابة الخمسمئة غرام، من أصل كلِّ كيلوغرام من الطعام. أي النصف. هنا أيضًا آثار انسانية واقتصادية سيئة، ولكن أيضًا بيئية.
حاليًّا، تعمل وزارة البيئة على تنفيذ خطة توعية جديدة لترشيد الاستهلاك وبالتالي تقليص كمية النفايات. بالتوازي، أطلقت الأمم المتحدة حملة إعلامية تستمر شهراً كاملاً للتوعية على ضرورة اتخاذ التدابير وتغيير أنماط الشراء والاستهلاك للحد من فقدان الغذاء وهدره في العالم.
فهل تجد هذه الخطط التعاون اللازم، من المواطنين في لبنان والعالم، خصوصًا في ظلِّ أرقام تشير الى ان 20 ألف طفل دون الخامسة يموتون يوميا بسبب الجوع؟