رأى عضو تكتل القوات اللبنانية النائب جوزف معلوف أن قناع الحرب ضد التكفيريين لحماية ظهر المقاومة ومنع سقوط سورية بيد الأميركيين والإسرائيليين، قد سقط عن وجه أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله على غرار سقوط قناع الدفاع عن اللبنانيين في القصير ومقام السيدة زينب في ريف دمشق، معتبرا بالتالي انه كان أجدى بالسيد نصرالله أن يعلن منذ البداية عن دوره الايراني في الحرب السورية بدلا من تلطيه وراء أقنعة لم تفلح يوما في تبرير قتل اللبنانيين من الطائفة الشيعية الكريمة كمرتزقة في حرب ليست حربهم، واستعمالهم وقودا في محرقة الصراعات الاقليمية والدولية، مشيرا تبعا لما تقدم الى أن السيد نصرالله يقود جمهوره ومناصريه الى انتحار جماعي رفضه ويرفضه سائر اللبنانيين المؤمنين بدور الطائفة الشيعية على المستوى الوطني، والضنينين بسلامة أبنائها كعضو أساسي في الجسم اللبناني.
ولفت النائب معلوف في حديث لصحيفة "الانباء" الكويتية، الى أن موضوع التكفيريين أشبه بحكاية "راجح"، بحيث يستعمله السيد نصرالله منطلقا لتبرير زجه باللبنانيين الشيعة في وحول الأسد ونظامه الساقط لا محالة، مذكرا اياه بأن هاشم السلمان وعلي الحجيري وغيرهما كثر ممن تمت تصفيتهم على يد ذوي القمصان السود، لم يكونوا تكفيريين يا سيد حسن، بل مواطنين مؤمنين بالتعددية الطائفية والعيش المشترك وبديمقراطية العمل السياسي، وملتزمين بعقائدهم الدينية على قاعدة الدين لله والوطن للجميع، وليس لطائفة دون أخرى، إلا اذا كان يعتبر السيد حسن ان التكفيري هو كل من لا يؤمن بمبادئ الثورة الايرانية وبدور فصيلها الالهي والمسلح "حزب الله" على شواطئ المتوسط، وعليه بالتالي اغتيال وتصفية اللبنانيين كل اللبنانيين فيما لو أراد تقنية لبنان من المعارضين له وتطهيره بالتالي من التكفيريين.
وتساءل النائب معلوف عما سيقوله نصرالله خلال اطلالته المرتقبة (مساء أمس الجمعة) وما اذا كان سيحمل في جعبته المزيد من الحجج والذرائع الواهية ليس فقط لتبرير قتل اللبنانيين الشيعة في سورية، إنما أيضا لتبرير تصفيتهم داخل لبنان على غرار تصفية الشهيد هاشم سلمان، معتبرا بالتالي أن إناء السيد نصرالله نضح بكل ما في محتواه وما عاد باستطاعته التلطي وراء أقنعة يسعى من خلالها الى محاكمة القتيل وتبرئة القاتل، مستدركا بالقول ان من حق السيد نصرالله قول ما يشاء والإعلان عما يشاء لكن ليس من حقه استغباء اللبنانيين بحفنة من الكلام المعسول والمنمق لإيهامهم زورا بحسن نوايا حزبه وأهدافه الوطنية.
وردا على سؤال، لفت النائب معلوف الى أن السيد نصرالله لم يعد، بعد إقحام حزبه علنا في الحرب السورية واستنزافه عسكريا وبشريا وماديا على الاراضي السورية، قادرا على التستر عن حقيقة أهدافه داخل لبنان، وذلك لاعتباره أن ما يجري في المنطقة، وتحديدا في سورية، هو من وجهة نظر السيد نصرالله مسألة حياة أو موت بالنسبة لمشروع الولي الفقيه، الا ان أكثر ما يدعو للأسف هو مجاراة التيار "الوطني الحر" له من خلال التزامه الصمت القاتل حيال خطف الحزب للاستقرار في لبنان ولقرار الدولة وتكبيله المؤسسات الدستورية، داعيا العماد عون الى إعلان موقفه صراحة من تصرفات "حزب الله"، بدلا من إيهام المسيحيين بأن ضبعا إسلاميا سنيا سيقض مضاجعهم فيما لو تمكنت الثورة السورية من الإطاحة بحكم الأسد، متسائلا ما اذا كان العماد عون يعي أنه سيكون أول الخاسرين فيما لو تمكنت طهران من السيطرة على الوضع في سورية وبالتالي على لبنان.