18 Jun 201319:33 PM
رئيس إيران... صلاحيات نَسِيها العرب

ترافقت الانتخابات الرئاسية في إيران مع جدل كبير، بدءاً بمن اعتبرها انتخابات صورية تلغي أهميتها سلطة المرشد الأعلى أو تخفّف "التيوقراطية" من نتائجها، مروراً بمن وجد فيها صورة ديمقراطية، خصوصاً مع مقارنتها بأنظمة أخرى في المنطقة، وصولاً إلى من رأى أنها أساسية في تحديد سياسة طهران الخارجية في المرحلة المقبلة.

على الضفة المقابلة لإيران، رأى معظم المسؤولين السياسيين والإعلاميين العرب، وبشكل خاص في الخليج، أن هذه الانتخابات هي انتخابات شكلية لن تؤثر على سياسة طهران الخارجية، معتبرين أن كل شيء في يد المرشد الأعلى. لكن في الوقت نفسه، وجد هؤلاء العرب في انتخاب الشيخ حسن روحاني، المصنّف في خانة "الاعتدال"، "مؤشر خير"، على أمل التخفيف من "اللهجة الحادة" التي تستخدمها طهران، و"وقف التدخل" في شؤون دول المنطقة.

إذا كان لافتاً التناقض الذي أبداه الإعلام العربي بشكل عام، بحيث أنه من جهة قلّل من أهمية الانتخابات الرئاسية الإيرانية وصلاحيات الرئيس، ومن جهة أخرى أظهر صورة احتفالية عند انتخاب روحاني، فإن اللافت أكثر هو اعتبار الكثير من العرب أن هناك صراعاً مع إيران ثم النظر إلى هذا الصراع انطلاقاً من ملفات السياسة الخارجية والقوة العسكرية والاختلاف المذهبي.

ففي هذا الأمر قصور واضح، يكاد يوحي بالعيش في نظام القبائل القديمة، أو بفكر الـ"Libertarianism" الذي يؤمن بأن واجبات الدولة يجب أن تكون في حدودها الدنيا، كالأمن والدفاع والعلاقات الخارجية. فالنظر إلى إيران يجب أن يكون من خلال مقاربة شاملة تتضمّن ما قد يحمله مستقبل هذا البلد، من نجاح أو فشل، من الآن وحتى عشرين عاماً، على صعد مهمة لعلّ أبرزها على الإطلاق قطاع التربية والتعليم والبحث العلمي، تليه قطاعات الزراعة والصناعة والنفط والغاز والسياحة وغيرها، وهي قطاعات قادرة على دفع التنمية المستدامة قدماً والتخفيف من الفقر والبطالة، على الرغم من أي عقوبات مفروضة.

وإذا ما اعتمِدت هذه المقاربة، المبنيّة على الاهتمام بمدى إمكانية النجاح في التطور مع مرور السنوات، تصبح صلاحيات الرئيس الإيراني هامة جداً، إذ إنه بمثابة رئيس للوزارء، ويملك إمكانية الدفع نحو زيادة تطوير تلك القطاعات المذكورة، التي من جهة لا تشكّل مواضيعها أزمات كبيرة مع المرشد أو مجلس الشورى خاصة في حال كان الهدف التعزيز والتطوير، ومن جهة أخرى هي قادرة على رفع إيران أو إسقاطها في المستقبل، علماً أنها دولة مترامية الأطراف وتملك كفاءات كثيرة ومقدرات نفطية ومائية وسياحية هائلة ومناجم وسهول، إلخ...

ولعلّ المشهد السياسي الإيراني يظهر أن الرئيس قادر على التحرك في تلك الملفات على الرغم مما تشهده البلاد من صراع بين قوى مختلفة، إذ إن هذا الصراع لا يصل إلى مستوى الصراع في لبنان، على سبيل المثال، حيث كلّ المناصب مشلولة والبلاد في تدهور دائم لأنها محكومة من سياسيين معظمهم من الرعاع والجهلة في سلوكيات العمل والإنتاج.

بالتالي، فإن شخصية الرئيس الإيراني المنتخب لها تأثير