فادي عيد
الجمهورية
يقول زعيم سياسي في مجالسه الخاصة "إنّ خيار التمديد لمجلس النواب كان صائباً وعقلانياً، وما يحصل اليوم على الأرض يؤكد أنه كان في محله، لا بل إنّ المعلومات التي تصل إلى مسامعنا من كبار السفراء العرب والغربيين تثير هواجس ومخاوف خطيرة جداً نظراً لما هو مخطط للبلد من سيناريوهات أمنيّة".
يشير الزعيم نفسه إلى أنّ هذه السيناريوهات "بدأت تظهر تباعاً عبر الصواريخ المجهولة المصدر والأهداف الكامنة وراءها، وهو الأمر الذي كان يُقلق رئيس مجلس النواب نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط اللذين كانا وراء خيار التمديد".
ووفق زوار برّي، فإنه شديد الإستياء في هذه الأيام من كل ما رافق التمديد من أجواء ومناخات وحملات منتقدة، وصل بعضها إلى حدّ المزايدة على هذا القرار الضروري في المرحلة الراهنة، خصوصاً لجهة تسجيل مواقف شعبوية على حساب المجلس النيابي".
وفي السياق نفسه، ترى أوساط نيابية عليمة أن بعض القيادات الواقعية في قوى "14 آذار"، وخلال مناسبة إجتماعية، أقرّت بأن النائب ميشال عون كسب شعبياً من خلال المشروع الأرثوذكسي وإدانته التمديد للمجلس النيابي، إلّا أنّ معركة القُصير ومشاركة "حزب الله" في القتال في سوريا، وتداعيات ذلك على الداخل اللبناني، قد أثّرت كلها سلباً في هذه الشعبية، الأمر الذي فاجأه، وهو ما دفع الوزير جبران باسيل إلى إطلاق مواقف تصعيدية للمرة الأولى تجاه حلفاء التيار في 8 آذار.
وإزاء هذه الوقائع والأجواء، بدأت الصواريخ المتنقلة والتطورات الأمنية المتلاحقة، تفرض نفسها عنواناً أساسياً طغى على كل العناوين الأخرى في هذه المرحلة من التمديد إلى تأليف الحكومة. وقد كشفت معلومات مستقاة من مراجع كبرى عن إمكان إعلان حال طوارئ في منطقة البقاع، تزامناً مع الإعلان عن خطة أمنية تمتدّ من بيروت إلى صيدا فطرابلس ومحيطها، وإن كانت هنالك عوائق لوجستية بسبب الحاجة إلى أعداد كبيرة من العسكريين والتجهيزات الضخمة لتغطية هذه البقعة الجغرافية كلها.
مع العلم أنّ بعض مسؤولي "14 آذار" استمزج الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، حيال إمكان مساهمة الأمم المتحدة في نشر قوات لها شمالاً وبقاعاً، على غرار ما هو حاصل في الجنوب وذلك من ضمن القرار 1701.
لكن سرعان ما أدرك هؤلاء المسؤولون والمؤيّدون لهذا الطرح، صعوبة تحقيقه بسبب معارضة "حزب الله"، وبالتالي فإن مثل هذا الأمر يحتاج إلى جهد دولي إستثنائي، في الوقت الذي يبدو فيه المجتمع الدولي مشغولاً ومربكاً بالأزمة السورية.
وفي هذا المجال، وبعد ساعات معدودة على "صواريخ بلّونة"، كشف نائب في "14 آذار" عن "معلومات لدى جهات أمنية رفيعة المستوى تفيد أنّ النظام السوري، وبعد مذكّرة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى كل من الجامعة العربية والأمم المتحدة، قد بدأ يفقد صوابه، فكان الردّ بما معناه أنّ مذكّرة توقيف الرئيس سعد الحريري والفريق السياسي والأمني القريب منه لا تزال قائمة".
ويؤكد هذه المعلومات، حسب النائب الآذاري نفسه "أنّ النظام السوري "يخرمش" في لبنان من خلال تنفيذ خطته القديمة ـ المتجدّدة القائمة للإيقاع بين المذاهب والطوائف وعبر إطلاق صواريخ مجهولة الهوية، وصولاً إلى اغتيالات سياسية، وذلك عملاً بمقولة "أنا الغريق، فما خوفي من البلل".
من هنا، فإنّ ما بعد مذكّرة الرئيس سليمان لن يكون كما قبلها، وذلك على المستويات كافة سياسياً وأمنياً، إضافة إلى عرقلة ممنهجة لعملية تأليف الحكومة ووضع مزيد من الشروط في وجه الرئيس المكلف تمام سلام، عبر استهداف رئيس الجمهورية إعلامياً وسياسياً وفي إطار التصعيد السياسي عالي النبرة تجاهه.