بدأ الخلاف بين أطفال في احتفال توزيع هدايا في العديسة يوم السبت المنصرم، وتطور إلى إشكال بين شبان البلدة وعناصر تابعة لحزب الله أدى إلى سقوط بعض الجرحى في صفوف أبناء البلدة. اعتقد أهالي العديسة أن الأمر انتهى عند هذا الحد إلا أن العناصر نفسها حشدت قواها وعادت في اليوم التالي، أي يوم الأحد، للأخذ بالتار. أصروا على "تربية" شبان البلدة فتأزمت الأمور أكثر فأكثر. واحتدم الخلاف عندما واجه العديسيون مشهد السلاح الذي سحب في وجههم بصدور عارمة، فواجهوا قوى الأمر الواقع وسقط منهم جرحى جدد على أيدٍ تدربت لمواجهة إسرائيل، إذ بها تعتدي على أبناء قراها وبلداتها. إشكال السبت والأحد امتدت ذيوله لترخي بظلالها على يومي الإثنين والثلاثاء، واكتملت إنجازات العناصر الحزبية اليوم باقتحام منزل سمير الفقيه، 50 عاما، وتكسير محتوياته، ليس بحثا عن ناجين من عدوان تموز بل بحثا عن نجله لكي يؤدبوه ويعلموه كيف يهابهم. هذا المشهد ألفه أبناء الكثير من القرى كما جاء على لسان بعضهم "لكن زمن السكوت عنه قد ولى"، خاصة أن الممارسات قد ازدادت في الآونة الأخيرة وتتكرر بين الحين والحين. الأهالي ضاقوا ذرعا من غياب الدولة ومؤسساتها وسمعوا من القيمين على مخفر قوى الأمن في العديسة أن "لا حول ولا قوة" للسلطة الشرعية هناك. وعند سؤالنا عن الخطوات التالية يجيبنا أحد المصابين في الإشكال بسؤال، "إلى من نلجأ؟ لا الدولة موجودة ولا المسؤولين الحزبيين يحموننا من الإعتداءات المتكررة". ردة الفعل دفعت أهالي العديسة إلى قطع الطريق العام مساء اليوم والتجمع في حسينية البلدة احتجاجا، علّ التصعيد يوصل أناتهم فيسمعها من يجب أن يسمع. احتجاج ممزوج بدماء الجرحى الذين تخطوا العشرة في خلال 4 أيام، يضاف إلى سجل حافل بالتجاوزات والتعديات، واليوم في العديسة أما غدا فأين ياترى؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك