أعلن مستشار الرئيس سعد الحريري، الوزير السابق محمد شطَح في حديث إلى "الجمهورية"، أنّ عددا كبيرا من اللبنانيين "كانوا يتوقّعون ويتمنّون أن يكون موقف الحكومة اللبنانية متناسقا مع المبادئ والأخلاق اللبنانية بما يتعلّق بدولة شقيقة يتعرّض شعبها لصعوبات كبيرة وعمليّات قمع واضحة". ولفت الى "أنّ البيان الصادر عن مجلس الأمن يشير أيضا إلى أيّ عملية عنف أو انتقام أو عمليّات أذى من جهة المؤسّسات الرسمية"، وقال: "من هذا المنطلق، كنّا نتمنّى ألّا يكون الموقف اللبناني نافرا لناحية كونه الوحيد الذي يبتعد وينأى بنفسه ويتنصّل من كلام أخلاقي في الدرجة الأولى يدين ما هو واضح من عمليات قمع لا تصيب أيّ شعب". وأضاف: "يقول البعض إنّ الموقف اللبناني لم يكن اعتراضيّا لأنّ الاعتراض في هذه الحال كان يمكن أن يمنع صدور البيان الرئاسي، كان هذا بمثابة الامتناع عن التصويت، فلبنان كان الوحيد الذي لم يشارك في الموقف الجامع لدول العالم وغالبيّتها صديقة لسوريا، مثل الهند وجنوب أفريقيا، وليس فقط روسيا والصين، البعض الآخر يعتبر أنّ هذا الموقف ليس مستغرَبا، فتوجّهات الحكومة معروفة، وهي واضحة في ما يتعلق بأمور كهذه، وبالتالي تعبّر عن موقفها بما هو فعلا عليه.
وتمنّى شطح أن تستتبّ الأمور في سوريا، بما فيه رغبات الشعب السوري وأمنه، وتحقيق المبادئ والأهداف التي تتماشى في صورة واضحة مع أهداف ومبادئ الشعب اللبناني، ولبنان ككُل".
وأوضح شطح: "لهذا لا يجب أن يكون لدى لبنان أيّ خجل من التعبير عن مبادئه ومثله الأساسية التي يتفاخر بها دائما، ويعتبرها سبب وجوده في المنطقة. ولذلك هناك ضرر في أن ينأى لبنان بنفسه عن مواضيع كهذه لأجل المصلحة اللبنانية، وليس كما يقول البعض، إنّ الضرر يكون باتّخاذ موقف يتناسب مع سبب وجود لبنان". واعتبر "أنّ الموقف يتعلق بالدرجة الأولى بالحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية كدولة وأيضا بالشعب اللبناني، لأنّ هناك أمرا سيذكر، وهو ماذا يمثل لبنان، وليس الحكومة التي تعتبر في مرحلة معيّنة أنّ مصلحتها تتطلب أخذ موقف يتناقض مع المبادئ التي يقوم عليها لبنان والتي نتمنّى أنّ يبقى عليها، وكثير من اللبنانيين يعتبرون أنفسهم من حماة المبادئ نفسها التي يتعرّض الشعب السوري من أجلها لصعوبات كبيرة، وهذه حقوق بديهية للإنسانية جمعاء". وختم: "هذا الموقف جعل الحكومة اللبنانية تنأى بنفسها عن المبادىء التي يقوم عليها لبنان".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك