ذكرت صحيفة "الأخبار" ان التسجيلات التي عرضها الجيش خلال اجتماع لجنة الدفاع أمس والمأخوذة من كاميرات المراقبة الخاصة بمربع أحمد الأسير اظهرت الوقائع الآتية: بدأ التوتر بعدما طلب الأسير من أحد مساعديه أحمد الحريري التوجه الى حاجز الجيش القريب من مربع الأسير الأمني والطلب من عناصر الجيش إزالة الحاجز نهائيا. ولما لم يلق الحريري تجاوبا من الجيش عاد مجددا الى الأسير وابلغه بما حدث، عندها انتفض الأسير بعصبية وبدأ الصراخ طالبا من أنصاره حمل السلاح والتوجه إلى الحاجز لإزالته بالقوة. توجه المسلحون فورا الى المكان حيث عمدوا بداية الى استفزاز عناصر الجيش ليبدأوا بعدها اعدامهم بالرصاص، ما تسبب في استشهاد الضابط سامر طانيوس والعسكري رامي خباز.
وبعد سقوط كل عناصر الحاجز بين شهيد وجريح، عاد المسلحون أدراجهم الى الأسير الذي كان قد ارتدى بزته العسكرية وحمل عتاده والسلاح، فأخبروه بما "أنجزوه". أمر الأسير جماعته بالقول: "خزقوهن تخزيق"، فتدخل أمجد شقيق الأسير قائلا: "أنا خزقتن". وكانت قد بدأت حينها المعركة بين الجيش ومسلحي الأسير، فساد هرج ومرج وسط التجمع المسلح واقترب أحد المقاتلين ويدعى موسى من الأسير سائلا اياه: "بسفق الملالة بالـ ب7"، فأومأ اليه الأسير ايجابا.
وفي تسجيل آخر يسأل المقاتلون "شيخهم" عما سيقولونه إذا تلقوا اتصالات من وسائل الاعلام، فكان جوابه: "قولوا لهم إن الجيش بادر بالاعتداء علينا ونحن نرد دفاعا عن أنفسنا".
كما عرض الجيش تسجيلاً ثالثاً يعود تاريخه الى ما قبل يومين من أحداث عبرا يظهر فيه الأسير في مواجهة حاجز الجيش يكيل الشتائم للعسكريين قائلاً: "يا حيوانات بدنا نذبحكم"، الا أن عناصر الجيش التزموا ضبط النفس حينها.
هذا واشارت "الأخبار" الى انه سبق عرض التسجيلات خلال اجتماع لجنة الدفاع مشادات بين نواب 8 و14 آذار. وأكدت مصادر في الجلسة للصحيفة أن "الأجواء كانت متوّترة منذ البداية"، بعدما "سجّل نواب كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير اعتراضاً على الجلسة بحدّ ذاتها"، معتبرين أنه "لا يجوز لأحد اتهام الجيش ومحاسبته، في الوقت الذي يجب فيه على جميع اللبنانيين تهنئته ودعمه". وأشارت إلى أن المشادات الكلامية بدأت منذ اللحظات الأولى، حين قرر عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت الرّد على زملائه معتبراً أنه "في حال ثبت أن هناك أخطاء قام بها الجيش، تجب حينها محاسبته".
كلام استدعى النائب علي عمّار الرد عليه معتبراً أن "محاسبة الجيش هي مؤامرة على هذه المؤسسة". ولفتت المصادر إلى أن "الهجوم الذي شنّه نواب 14 آذار على المؤسسة العسكرية سرعان ما انتهى، بعد عرض الفيديو الذي أظهر بوضوح حقيقة ما حصل". وبحسب المصادر فقد "بلع الآذاريون ألسنتهم"، قبل أن يتحدث وزير الدفاع فايز غصن قائلاً أن "الفيديو يمكن أن يوضح العملية التي قام بها الجيش بكل الامكانات المتوافرة"، رافضاً "عبارة مساءلة، لأن الجيش لا يُسأل، وهو يقوم بواجبه بكل مهنية وانضباط". حينها لم يجد هؤلاء سوى "التركيز على مشاركة عناصر حزب الله في المعركة"، وسأل النائب فادي كرم "لماذا لم يقبل الجيش بالوساطة التي قام بها العلماء المسلمون"، فردّ عليه النائب اسطفان الدويهي بالقول "يا عيب الشوم عليك"، وأضاف "بدلا من الدفاع عن دمّ العسكر تطالبون بمحاسبته؟". فيما اعتبر النائب الان عون أن "الجيش فوق التشكيك ومن يريد أن يثبت مشاركة الحزب في القتال فليقلها علنا، وليخرج الجيش من هذا الصراع". وأكدت المصادر أن "الجلسة لم تصل إلى أي مكان، نتيجة المشادات الكلامية بين النواب والتي وصلت إلى حدّ التخوين، وقرر على اثرها رفع الجلسة إلى يوم الخميس المقبل".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك