وعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو باحداث تغييرات ساعيا الى تهدئة الغضب المتصاعد بسبب تكاليف المعيشة مع خروج اعداد غير مسبوقة من الاسرائيلييين في تظاهرات على صعيد البلاد.
واقر نتانياهو متحدثا قبل الاجتماع الوزاري الاسبوعي باحباط اكثر من ربع مليون شخص خرجوا الى الشوارع ليل السبت الاحد للمطالبة بتوفير سكن ارخص وتعليم مجاني ورعاية صحية.
واعتبر رئيس الوزراء ان "ليس بوسعنا تجاهل حجم الاحتجاجات الاجتماعية".
وتابع في تصريحات بثتها الاذاعة الاسرائيلية "نعلم انه يجب ان نحدث تغييرات وسوف نقوم بذلك بمسؤولية وتجاوبا مع المطالب".
واضاف "نريد اقامة حوار حقيقي والاستماع للجميع من القادرين على اقتراح حلول حتى اذا لم نتمكن من الاستجابة للمطالب كافة".
ومن جانبه اشار وزير الخارجية افيغدور ليبرلمان الى انه ليس بالامكان الاستجابة لجميع المطالب رغم اقراره بان شكاوى المواطنين محقة.
واعلن نتانياهو انه عين الاقتصادي البارز مانويل تراكتنبرغ الذي يرأس المجلس الوطني الاسرائيلي للتعليم العالي لتشكيل فريق للحوار مع المحتجين.
وستجري اللجنة التي يرأسها تراكتنبرغ كذلك مشاورات مع ارباب العمل والنقابات العمالية سعيا للخروج باقتراحات لخفض شامل لتكاليف المعيشة.
من جانبه اعرب اسحق شمولي احد زعماء الاحتجاج، عن ترحيبه الحذر بتشكيل اللجنة مثنيا على اختيار تراكتنبرغ لرئاستها وواصفا اياه بالشخصية "الجديرة بالثقة".
غير انه ما زال من غير الواضح ما اذا كانت الحشود التي خرجت الى الشوارع السبت سترضى بقرار تشكيل اللجنة وهي ثاني لجنة يقترحها نتانياهو للتعامل مع مطالب المحتجين.
ويعكس حجم التظاهرات التي يعتقد انها كانت الاضخم لاي احتجاج اجتماعي في تاريخ اسرائيل، مدى تاييد الاسرائيلييين للحركة الاحتجاجية التي بدات منتصف تموز احتجاجا على ارتفاع تكاليف السكن ثم سرعان ما اتسع نطاقها لتشمل الكثير من القضايا الاقتصادية والاجتماعية الاخرى.
ففي تل ابيب وحدها، العاصمة الاقتصادية لاسرائيل قدر خروج مئتي الف محتج الى الشوارع حيث هتف الكثيرون منهم "الشعب يريد العدالة الاجتماعية".
وقالت الشرطة ان تظاهرة اخرى ضمت 30 الف شخص في القدس فيما خرجت مسيرات شارك فيها 20 الفا في بلدات اسرائيلية مختلفة من كريات شمونة شمالا الى المدن الجنوبية لصحراء النقب.
وكان نتانياهو اكد عن جديته في التعامل مع مطالب المحتجين واعدا بالعمل على تنفيذ اصلاحات، ولكنه حذر من ان الاجراءات الواسعة التي يطالب بها الكثير من المحتجين يمكن ان توقع اسرائيل في ازمة مالية.
قد اثار نتانياهو حنق المحتجين بدعمه تشريعا يخفف القيود المفروضة على مقاولي البناء، وهو التشريع الذي اقره الكنيست قبل بدء عطلته الصيفية.
ويؤكد نتانياهو ان القانون سيعالج مطالب المحتجين باغراق السوق بالمساكن ومن ثم خفض الاسعار غير ان نشطاء يقولون ان القانون لن يكون من شأنه سوى تشجيع المقاولين على بناء المزيد من الشقق الفاخرة باهظة التكاليف.
كما يقولون ان الحكومة لا تدرك بعد حجم الاصلاحات المطلوبة والتي تشمل خفض الضرائب وتوسيع نطاق مجانية التعليم وخفض نفقات العلاج وكسر الاحتكار السلعي والخدمي.
وتدعم وسائل الاعلام الاسرائيلية في اغلبها الاحتجاجات حيث وصف احد المعلقين في صحيفة هآرتس الحركة الاحتجاجية بالثورة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك