شباب يجازفون بحياتهم لإبلاغ الرأي العام الدولي بما يجري في سوريا:
يروي عامر الصادق احد الشباب الناشطين في الحركة الاحتجاجية في سوريا انه "منذ انطلاق الاحتجاجات تجمع الناشطون من مختلف أنحاء البلد لنشر الأخبار ومناقشة شتى المواضيع. وشيئا فشيئا، بدأنا نتعارف وقررنا إنشاء هذه التنسيقية كي نكثف جهودنا وبذلك يمكننا تنسيق أنشطتنا ميدانيا والبروز على الساحة السياسة والإعلامية."
واليوم أصبح عدد ممثلي التنسيقية 77 من مختلف التنسيقيات المحلية واتسعت الشبكة لتشمل جميع المدن التي بها مظاهرات في البلد وكل يوم تنضم إلينا مجموعات جديدة.
منذ بداية الثورة السورية منتصف اذار أصبح الناشط عبد الستار عطار أحد مديري صفحة فيس بوك "الثورة السورية 2011" التي يتابعها أكثر من 000 240 شخص وتعتبر من المحفزات الرئيسية لحركة الاحتجاجات. كل يوم تنشر على الصفحة عشرات الرسائل والصور والفيديوهات لنقل ما يحدث في البلد. ويشرح عبد الستار قائلا "زهاء 400 شخص من بينهم نحو 100 خارج سوريا يتعاونون مع صفحة الثورة على فيس بوك. كل واحد منا يعرف شخصين أو ثلاثة في مختلف مدن البلاد. عندنا اتصالات مع آلاف السوريين". وبحكم وجود هؤلاء الشباب في مختلف أنحاء العالم كان لا بد لهم من تنظيم الأمور.
فأنشئت مجموعات صغيرة مكلفة بمهام محددة، أي تحميل الفيديوهات على يوتيوب وإعداد تقارير يومية عن الأحداث تبعث إلى الصحافيين والرد على دعوات وسائل الإعلام والاتصال بالموجودين في الميدان.عدة مجموعات دورها الوحيد هو قراءة الرسائل الإلكترونية الواردة على الشبكة ومعالجتها: كل يوم ترد من رسالة واحدة إلى 500 رسالة ويصل عدد الرسائل أيام الجمعة، اليوم المألوف للتظاهرات، إلى 5000. ويشير عبد الستار عطار إلى أنه "الآن تصلنا الأخبار مباشرة وتقريبا لم نعد نحتاج إلى الاتصال بالناس. إنهم يعرفون العنوان ويرسلون الأخبار مباشرة."
حسام إبراهيم عمره 28 سنة وهو أيضا يعيش متسمرا أمام شاشة الكمبيوتر والتلفون. لقد استقر منذ ثلاثة أشهر في ألمانيا قرب هانوفر. إنه يشعر بالأمان لكنه قلق على أسرته التي ظلت بسورية. وقد أصبح ناشطا منذ عدة سنوات واعتقله النظام عام 2003 ووضع في سجن انفرادي لمدة سنة. وبعد مرور خمس سنوات، عاد إلى المعتقلات السورية لعدة شهور. ومنذ عام مضى بعد أن أنهى دراسته في مجال تكنولوجيات المعلومات ورغم منعه من مغادرة البلاد، نجح في الفرار. ومثله مثل عشرات الناشطين الآخرين على الإنترنت - نصفهم في سورية وجزء منهم في لبنان وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية- فهو اليوم أحد المسؤولين الإعلاميين في شبكة التنسيقيات المحلية.
هؤلاء الشباب المناضلون يرون أن الأمان هو الهم الرئيسي. يؤكد عامر الصادق انه "وحالما يكشف حزب البعث أو أجهزة الأمن أحد الناشطين يصبح عرضة للاعتقال. فهم يفتشون عن الناشطين بيتا بيتا. بعد ذلك يصفون من يقبضون عليهم ولا يبقى للأسر إلا الجثث. ومنهم من اعتقل منذ أكثر من 4 أشهر ولم يرد أي خبر عنهم حتى الآن."
ويتابع قائلا "والخطر خلال التظاهرات هو رصاص الجيش أو الميليشيات. ومن يصاب بالرصاص من دون أن يموت فسينقل إلى أحد المستشفيات الحكومية. نعرف حجم الاغتيالات في هذه الأماكن. لذلك، نسعى إلى إنشاء مستشفيات ميدانية بعيدا عن التجمعات لمعالجة المتظاهرين المصابين، لكن هذا أمر خطر جدا. علينا التنقل دائما ونقل كل المعدات.
من رحم المعاناة تولد الثورات ومن نضال الثوار ودماؤهم ترفع البيارق، ومن دعوات الامهات وصلاتهن ينتصر ابناؤهم انها حال جميع الثورات في العالم. ولكن لسوريا واقع استثنائي فحكم الحزب الواحد لعقود من الزمن جعل البلد ممسوك امنيا فبات اي تحرك او نضال او احتجاج عرضة للتوقيف والتنكيل لذلك ما ينفذه الشباب في سوريا يعتبر عملا بطوليا ولنفترض ان ثورتهم ستتعثر يكفيهم شرف التجربة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك