شدد الرئيس السوري بشار الأسد على "أنّ الأزمة التي تمر بها سوريا هي أزمة عابرة وستخرج منها قريبا"، على حد ما نقل عنه لصحيفة "الجمهورية" وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور الذي التقاه أمس، وسيطلع مجلس الوزراء على نتائج زيارته لدمشق خلال الجلسة التي سيعقدها في السراي الحكومي الكبير قبل ظهراليوم برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي.
وأكّد منصور لـصحيفة الجمهورية"، بعد عودته من دمشق، ارتياحه إلى نتائج محادثاته مع المسؤولين السوريّين، مؤكّدا أنّها "كانت ممتازة".
وأوضح أن الأسد عرض خلال اللقاء للعلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وأكّد له "أن الأزمة التي تمر بها سوريا هي أزمة عابرة وستخرج منها قريبا، مشيرا إلى أنه سبق لسوريا أن شهدت أزمة من هذا النوع واستطاعت أن تتجاوزها".
واضاف منصور ان الاسد "شرح الهجمة التي تتعرض لها سوريا بثوابتها ومواقفها، وتوقف عند التدخلات الخارجية في الشأن السوري والسلاح الذي دخل الى سوريا من مختلف المناطق المجاورة لها، حيث تم تسريب اسلحة متطورة استخدمها المناوئون للسلطة".
وتابع منصور ان الاسد "بدا خلال المحادثات مرتاحا جدا وواثقا بالخروج من الازمة التي تمر بها سوريا، وشدد على ضرورة تفعيل العلاقات الاقتصادية بين البلدين في ضوء الاتفاقات التي تم توقيعها في هذا الصدد، وأكّد دعمه للبنان في موضوع تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة والاستفادة من ثروته النفطية في البحر".
واضاف منصور ان الاسد وجميع المسؤولين السوريين الذين التقاهم حمّلوه تحياتهم الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وذكر ان الرئيس السوري "سجّل لي انني اول وزير خارجية لبناني وعربي يزور سوريا منذ بداية الازمة التي بدأت منتصف آذار الماضي.
وابدى شكره للبنان على الموقف الذي اتخذه مجلس الامن اخيرا بالنأي عن البيان الرئاسي الذي اصدره ازاء الازمة السورية. واوضحت له في المقابل ان هذا الموقف ناجم عن قناعة راسخة، فلبنان يرفض كل ما يسيء الى امن سوريا وكل عمل يضر باستقرارها، لأن استقرارها من استقراره والعكس صحيح".
ولفت منصور الى ان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم شكرا الموقف اللبناني في مجلس الامن. واشار الى ان المعلم بحث معه في "تفعيل العمل الاغترابي اللبناني والسوري في الخارج بما يصب في خدمة السياحة بين لبنان وسوريا".
وأضاف ان المعلم اثار معه ايضا موضوع تهريب السلاح الذي يحصل من الاراضي اللبنانية الى سوريا، وابلغ إليه ان السلطات السورية احبطت 30 محاولة من هذا القبيل، وقبضت على المهرّبين وضبطت الاسلحة التي كان يراد ايصالها الى المناوئين للنظام، كما تم اكتشاف مخازن اسلحة تحتوي كميات كبيرة.
وردا على سؤال عن الموقف السوري من التصريحات التي يدلي بها بعض السياسيين في المعارضة ضد سوريا، قال منصور انه لمس من القيادة السورية انها لا تتوقف عند كل تصريح، ولكنّها تضع في سلتها التصريحات المؤيدة لها والمعارضة، وتدرج كل تصريح في اطاره وظروفه.
وردا على سؤال آخر قال منصور "ان الاتصالات والمشاورات اللبنانية – السورية ستتواصل عبر مختلف القنوات، وخصوصا عبر السفارتين، السورية في بيروت، واللبنانية في دمشق. واشار الى ان انعقاد قمة لبنانية – سورية او اجتماع للمجلس الاعلى اللبناني السوري لم يكن موضع بحث خلال المحادثات "ولكن تبادل الآراء سيستمر بين البلدين، وهذا لا يمنع من انعقاد لقاءات بهذا المستوى أوغيره اذا دعت الحاجة مستقبلا".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك